خلد محرك البحث العالمي «غوغل»، يوم السبت الماضي، الذكرى الثامنة بعد المائة السابعة، لميلاد أمير الرحالة المسلمين، ابن بطوطة، بوضع صورة مرسومة له أمام منظر بانورامي لمسقط رأسه مدينة طنجة، على صدر صفحتها الرئيسية، طيلة يوم السبت الماضي، المتزامن مع ذكرى مولد الرحالة المغربي. وعمد موقع «غوغل» إلى تخليد ذكرى محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي، الشهير بابن بطوطة، المولود سنة 1304 ميلادية، الموافق ل 703 للهجرة بطنجة، وذلك على غرار أشهر الشخصيات التاريخية العالمية، والأحداث البارزة، إذ ابتكر محرك البحث فكرة جديدة لتخليد ذكرى أشهر رحالة عربي على النسخة المغربية من الموقع، حيث وضع ألبوما متحركا لمجموعة من الصور المرسومة التي تحيل على المناطق التي زارها ابن بطوطة في رحلاته الثلاث عبر العالم منذ أن كان في الحادية والعشرين من العمر، مثل مصر والعراق والجزيرة العربية والصين والهند وبلاد فارس، وتعد هذه هي المرة الأولى التي تحظى فيها شخصية تاريخية مغربية بهذا النوع من التكريم. وتأتي هذه البادرة، على ما يبدو، استجابة لمطالب الكثير من الشباب المغربي، وخاصة من مسقط رأس ابن بطوطة ومدفنه، مدينة طنجة، الذين طالبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي موقع «غوغل» بإعطاء الرحالة المغربي حقه من الاعتراف لما قدمه من معارف ومراجع قيمة في مجال أدب الرحلة والجغرافيا والتاريخ، إلى جانب قيمته العلمية والشرعية كقاض وفقيه. وقد قام مجموعة من الشباب بمراسلة شركة «غوغل» طالبين منها تخليد ذكرى ابن بطوطة هذه السنة. وفي الوقت الذي نالت مبادرة «غوغل» نصيبا وافيا من التنويه، لوحظ أن ذكرى ميلاد أمير الرحالة المسلمين والعرب، مرت، كما هي العادة كل سنة في بلده الأصل، مرور الكرام، إذ لم يلتفت إليها الإعلام المغربي رغم ما منحه ابن بطوطة للمغرب من إشعاع علمي وأدبي وتاريخي، في حين لا يزال قبره بمدينة طنجة عرضة للإهمال والنسيان، في الوقت الذي أضحى في حاجة ماسة للترميم والإصلاح، بعدما صار مرتعا للمتشردين، بينما ما زال لاسم ابن بطوطة صدى واسع عبر العالم، ولا تزال أعماله تدرس في كبريات الجامعات العالمية، وتلقى اهتماما واسعا بجامعات أوروبا وأمريكا والعالم العربي، كما أن جامعة «كامبريدج» البريطانية أطلقت عليه لقب «أمير الرحالة المسلمين»، عرفانا له بما قدمه في مجال كتابات الرحلات.