نوهت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، بالإصلاحات التي عرفها المغرب. وقالت بهذا الصدد إن المغرب نموذج لتعزيز الديمقراطية، مضيفة في ندوة صحفية مشتركة مع سعد الدين العثماني وزير الخارجية بالرباط «إن جلالة الملك محمد السادس قام بعدد من الإصلاحات السياسية وتعزيز دور المرأة وتأسيس أول لجنة لحقوق الإنسان في العالم العربي، وأهنئ جلالة الملك وحكومته على الانتخابات الناجحة.إن دستوركم يضمن استقلال القضاء وحرية الرأي والتعبير، وبرلمانكم يضم عددا كبيرا من النساء». وكان لافتا للانتباه أن كلينتون استقبلت الطيب الفاسي الفهري، مستشار الملك محمد السادس٬ صباح أمس الأحد، قبل لقائها بالعثماني، الذي أعلن خلال هذه الندوة أنه سيزور واشنطن قريبا من أجل الاتفاق على آلية التشاور السياسي، التي سيتم توقيعها بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي خلص إليها اللقاء الذي عقده مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس بالرباط. وقال العثماني، الذي وصف كلينتون ب»صديقة المغرب»، «إن هذه الزيارة كانت مناسبة للاتفاق على تعزيز العلاقات المغربية الأمريكية من خلال آلية للتشاور السياسي المنتظم خلال المرحلة المقبلة»، موضحا، في نفس الندوة الصحافية التي عقدها أمس رفقة نظيرته الأمريكية، أنه تم تدارس سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأن يستقطب المغرب استثمارات أمريكية من خلال لقاءات تنظم بين رجال الأعمال الأمريكيين ونظرائهم المغاربة، إضافة إلى تطوير العلاقات على المستوى الأمني، وتبادل الخبرات من أجل مواجهة كافة التهديدات التي تتعرض لها المنقطة. وكشف العثماني عن زيارة أخرى ستقوم بها وزير الخارجية الأمريكية إلى المغرب للقاء الملك محمد السادس، وكذا رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، مضيفا «لقد قلت للسيدة هيلاي: هاد الزيارة ما محسوباش. هي زيارة قصيرة». ووصفت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مقترح الحكم الذاتي للمغرب ب»الجدي والواقعي»، والذي يلبي احتياجات وتطلعات سكان الصحراء في إدارة شؤون السلطة. وأوضحت المسؤولة الأمريكية، في الندوة ذاتها، أن أمريكا تدعم الجهود لإيجاد حل مستديم ومقبول لحل هذا النزاع، مع التأكيد على واقعية الحل المغربي، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة تدفع في اتجاه حل ملف الصحراء وتطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر عن طريق عقد عدد من اللقاءات. وحسب بعض المصادر، فقد تطرق الجانبان إلى طبيعة العلاقة المتميزة، التي تربط بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعض المستجدات على مستوى الساحة الدولية. وقبل لقائها بالفاسي الفهري، عقدت كلينتون لقاء صحافيا مع وسائل الإعلام الأمريكية وبعض وسائل الإعلام الرسمي، خاصة القناة الثانية، حيث تحدثت عن زيارتها لمنطقة الشرق الأوسط والقضية السورية وعن المنطقة المغاربية، إضافة إلى قضية السلام في الشرق الأوسط. وكانت كاتبة الدولة الأمريكية قد حلت بالمغرب أول أمس السبت قادمة إليه من الجزائر، وكان في استقبالها بمطار الرباطسلا يوسف العمراني، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وصامويل كابلان، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب. وتأتي زيارة كلينتون في خضم تطبيع العلاقات المغربية الجزائرية، خاصة بعد اللقاءات التي تمت بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الجزائريين مؤخرا، وتوقيع اتفاقية التشاور السياسي، التي تمت بين سعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون ونظيره الجزائري مراد مدلسي يوم 17 فبراير الجاري، على هامش انعقاد الدورة ال30 لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربي التي احتضنتها الرباط.