عرف حجم السوق الرسمي للسجائر في المغرب شبه استقرار، حيث أفاد تقرير لمجموعة «إمبريال توباكو المغرب» أن الشركة تشكّل المنفذ الوحيد لزراعة التبغ في المملكة، وتخصص سنويا 20 مليون درهم للمساعدة التقنية التي تقدمها ل3000 مزارع تبغ، كما تقتني «إمبريال توباكو المغرب» كل محصول التبغ المحلي، مما يشكل 43 مليون درهم كمردود سنوي بالنسبة إلى مزارعي التبغ. وأضاف نفس المصدر أن حجم تهريب السجائر في المغرب بلغ، حسب التقديرات الأخيرة لمكتب مختص، حوالي 18 في المائة من إجمالي استهلاك السجائر، أي 3.3 ملايير سيجارة سنويا. ويُشكّل هذا الحجم، حسب مسؤولي الشركة خسارة في عائدات الضرائب تقدر ب2.2 مليار درهم سنويا، إضافة إلى خسارة في مداخيل باعة التبغ، تقدر ب153 مليون درهم سنويا. وإضافة إلى هذا، فإن هذا الحجم الكبير للسوق الموازية يشكل تهديدا حقيقيا على زراعة التبغ المغربي، التي تعد صناعة التبغ المحلية السوق الوحيد لتصريف منتجاتها، علما، يضيف نفس التقرير، أن زراعة التبغ تشكل مصدر عيش أكثر من 3000 مزارع يقطنون في المناطق المحرومة، ويمَكّنهم هذا النشاط من دخل إجمالي يقدر بنحو 42 مليون درهم سنويا، حيث تشغل «إمبريال توباكو المغرب» 1500 شخص. كما أن الأنشطة المحلية للسلع والخدمات المتعلقة بقطاع التبغ تضررت بفعل هذا النشاط غير المهيكل، حيث أضاف التقرير أن أنشطة «إمبريال توباكو المغرب» تحقق مع الممونين المحليين رقم أعمال سنوي يقارب 3.6 مليارات درهم، ممثلا في مختلف المشتريات من السلع (غير التبغ الخام) والخدمات. وذكر مسؤولو الشركة، خلال لقاء مع الصحافة عقد مؤخرا، أن الاستثمارات المبذولة لتعزيز قدراتها الصناعية مكّنت «إمبريال توباكو المغرب» من أن تستجيب للمعايير الدولية للإنتاج، مما جعل معمل «عين حرودة» يقوم بتصنيع العديد من العلامات الدولية التي كانت تُستورَد من قبل، وبذلك تكون 95 في المائة من السجائر المباعة رسميا في المغرب، على اختلاف ماركاتها، تُصنَع محليا من قبل «إمبريال توباكو المغرب». وذكر التقرير أنه، منذ اندماجها سنة 2008 في مجموعة إمبريال توباكو، التي تعد من أكبر الفاعلين في قطاع التبغ عالميا، ساهمت «إمبريال توباكو المغرب» في العائدات الضريبية للمغرب، حيث يبلغ المبلغ السنوي لمختلف العائدات الضريبية والجمركية التي دفعتها للخزينة العامة سنة 2011 أكثر من 11.9 مليار درهم.