ظهرت صباح الخميس 18 يونيو 2009 بمراكش لأول مرة لوحات إشهارية لإحدى ماركات التبغ، أمام عدد من محلات نقاط بيع الدخان، وإلى جانب كل لوحة توجد فتاة في مقتبل العمر تلبس أيضا قميصا إشهاريا للمنتوج ذاته. وفي اتصال بشركة ألتاديس بالدار البيضاء، قالت متحدثة باسم الشركة إنه لا علم لها بالأمر، داعية التجديد إلى التحدث إلى مدير الشركة في مراكش، لكن هاتفها ظل يرن دون رد. وفي حديث لإحدى الفتيات المشهرات بحي جيليز، قالت إن المنتوج يعود إلى شركة بريطانية دون أن تقدر على تحديد اسمها، مشيرة إلى أن المنتوج الجديد جيد؛ في محاولة لإقناعنا بشرائه، قبل أن تضيف أنها ستمكث في المكان ليوم واحد بأجرة 100 درهم، تنتقل بعدها إلى مكان آخر. واستغرب عدد من المهتمين في حديث لـالتجديد إقدام تلك الشركة على إشهار التبغ في محلات عمومية، ضدا على القانون، علما أنه مع بداية كل صيف تطلق شركات التبغ حملات كبيرة لترويج منتجاتها. وأضاف أحدهم أن استعمال من وصفهن بالفتيات الجميلات في إشهار التبغ يدخل ضمن استراتيجية غربية تحاول أن تقرن متعة التدخين لدى المدخن بشبق الشهوة الجنسية. ولم تستبعد مصادر أخرى أن هذه المبادرة خطوة مضادة للحملة التي قادتها جمعية للاسلمى للوقاية من السرطان ضد التدخين، وأدت إلى نتائج إيجابية جدا. يشار أن وسائل إعلامية ذكرت أن مجموعة إمبريال توباكو لصناعة التبغ البريطانية، والتي تعتبر ثاني أكبر منتج للسجائر في أوروبا، وافقت على شراء ألتاديس الإسبانية، والذي يحتكر فرعها بالمغرب استيراد وتسويق التبغ بالمغرب. وذلك للاستحواذ على علامة جاولويسيس الشهيرة، التي تحقق أعلى مبيعات في السجائر على مستوى العالم. وقدرت قيمة الصفقة بـ12,6 مليار يورو (17 مليار دولار). وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فالتدخين مسؤول عن 30 في المائة من مجموع الوفيات بداء السرطان، و38 في المائة من كل أنواع السرطانات، و90 في المائة من سرطانات الرئة، و80 في المائة من الأمراض التنفسية المزمنة، و25 في المائة من أمراض القلب والشرايين. وبالنظر إلى ما أثبته تقرير شركة ألطاديس المغرب، من أن المغاربة استهلكوا 7,2 مليارات سيجارة خلال الأشهر الستة الأولى من 2007.