أقوى من الأرجل وأصلب من السواعد وأغلى من الأيادي وأمهر من الأنامل وأهم من الأطراف الأربعة كلها، طرف الرّجُل الخامس.. تقف عليه أسر بأكملها ويحمل عائلات بأسرها ويحرك مجتمعات برمتها، ويؤثر في الاقتصاد والسياسات، بكل تعقيداتها. ورغم ذلك فهو أخف عضو في الجسد، تحركه فكرة عابرة أو صورة مثيرة أو أصوات ناعمة أو روائح ساحرة.. ليس بعظم، لكنه أصلب منه، ينكسر ولا ينطوي.. ليس بعضلة، لكنه يتحرك كيف يشاء.. هو الصغير الذي ينكمش في لباس داخلي، والكبير الذي لا يحتويه لباس.. قد يتحول إلى لسان متكلم، فيتحدث عن رغباتك وشهواتك أو عن ملذاتك ونشواتك، وأحيانا، يُعبّر عن كرهك وإحجامك. يظنه الرجل طوع بنانه، فيباغته بالانفلات من عقاله، «ثائرا» دون إرادته، ليحرجه، أو «يحْرَن» مكانه حين يستنهضه، ليُخجله!.. إذا أحسنت استعماله يعطيك بعد حياتك حيوات أخرى ويُخلّد اسمك بعد موتك، أما إن زللت به فقد يؤدي إلى هلاكك وهلاك غيرك.. إذا اضطر آدميّ إلى التضحية بأحد أطرافه فقد يعطيك أي طرف بلا جدال إلا طرفه الخامس، فإنه يفتديه بروحه.. هل عرفته؟ نعم، إنه هو.. هو تماما. شغل الناس من القديم، ولكن انشغالهم به لم يرْقَ إلى ما وصل إليه في أيامنا هذه أبدا، لم يُدرَس ولم يُصوَّر ولم يهتمَّ بقياس طوله كما في عصرنا الحاضر. وقد أنجز مركز أمريكي «خريطة العالم لأطوال قضيب»، تشبه تلك الخرائط التي تعتمد في مفتاحها على ألوان متعددة، مثل التي تحدد الدخل الفردي في دول العالم أو استهلاك السكر والقهوة أو استيراد البترول أو إنتاجه.. وقد اعتمد هذا المركز على مختلف الدراسات التي جمعها من وزارات الصحة والمهنيين الصحيين والأخصائيين الجنسانيين على مستوى العالم، وقد خصصوا لونا محايدا للدول التي لا تتوفر فيها المعلومات، فنجد أكبر الأحجام في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، أما عربيا فالمغاربة يحتلون المرتبة الثانية عربيا، بعد السودان، والثالثة عالميا، متفوقين بذلك على جيراننا الإسبان والجزائريين بطول ما بين 14.88 و16.5 سنتيمترا.. ويربض الأسيويون في أسفل اللائحة، أما الرقم القياسي في الصغر فتحتفظ به كوريا الجنوبية بطول 9.66 سنتيمترات، رغم أن الباحثين رجّحوا أن تكون جارتها الشمالية «أصغر قضبانا»، لأنهم أفقر حالا وأسوأ تغذية.. أُحس أن بعض القراء يبتسمون بمكر وشماتة وآخرون بفخر وثقة زائدة!.. ولكنْ، تريثوا قليلا، لنلقي نظرة على كتاب الأمريكي شارل ألين، المعنون ب»لماذا أكره أن يكون قضيبي كبيرا؟»، فيقول إن شعار الأمريكيين في الحياة هو «كلما كان أكبر كان أفضل»، ويستطرد: «ربما انطبق على أشياء كثيرة إلا قضيب الرجل»، ثم راح يحكي ما وقع له حين أقام أول علاقة جنسية له لما كان في الثانوية، التي فقد فيها «عذريته»، كما يقول، وكان ذلك مع إحدى زميلاته، ذات التجارب الكثيرة. هنا، سيكشف أنه ينفرد بمقاسات غير عادية، وفي الغد وأثناء غذاء جماعي مع أصدقائه، اكتشف أن الخبر انتشر في الثانوية بأكملها، بعد أن لاحظ أنهم يشيرون إليه بسخرية: «هذا هو صاحب القضيب الكبير! «.. يهزّك الكاتب من سباتك إن كنت تحلم بقضيب «حيواني» يُسقط النساء اللواتي من حولك في رعشات جنسية دون انقطاع بمجرد أن يبدأ في الانتفاخ! ليحكي لك معاناته الأزلية.. ففي الشتاء والبرد القارس، تتشقق الجلدة التي تغطي الحشفة -طبعا هو غير مختون- ويضطر لعلاجه بالمراهم التي يصفها له الطبيب، وأقسى من الألم ذاك الإحساس في ملابسه الداخلية بعضو لزج كفتيلة تقطر زيتا.. أما لبس العازل الطبي فمهمة شاقة وتجربة مرّة، حتى إن كان من الحجم العريض (XL). يشبه ذلك كلف حبل مشنقة أو أصفاد حديدية، فلا قضيبا غطى ولا راحة أعطى.. وقد كللت علاقاته مع النساء، على الدوام، بالفشل، فكلهن يتحاشينه، لأن العلاقة معه ضرب من التعذيب الجنسي، لذلك صار يكتفي بالجنس الأحادي مع نفسه. وذكر قصة «جوهان فالكون»، ذي ال24 سنتيمترا، الذي انتهى معزولا وبدون شغل، في اكتئاب مزمن.. ويحذر من الحديث عن مشكلتك مع عضوك أو حجمه مع أقرانك، فأنت مُعرَّض للسخرية لا محالة، فنصفهم لن يصدقوك، بل يحسبون أنك تتفاخر وتتباهى عليهم.. والنصف الذي سيصدقونك ولن يصدقوا أنك تعاني حقا، بل كلهم يتمنون أن يكونوا مكانك.. ومن يومها، لن ينظر أحد في عينيك حين يلتقيك بل سيحدق في ما بين رجليك!.. ويختم شارل ألين كتابه قائلا: «أنا لا أكره قضيبي، ولكن أكره ما يعنيه لبقية الناس أن يكون قضيبي كبيرا».. يدهشني أن معتقدات الرجال حول القضيب تحملها النساء حيث كان أغلب الدارسين يظنون أن النساء يفضلن قضيبا متوسطا.. لكن دراسة حديثة، ضمت 209 نساء، أثبتت العكس، فقد طُلب منهن أن يخترن من بين ثلاث قياسات: صغير: أقل من 14 سم -متوسط: 14 سم -كبير: أكثر من 14 سم. فكان الجواب: صغير: 0 نقطة -متوسط: 78 نقطة -كبير: 131 نقطة!.. نخلص من تفحص هذه الأرقام إلى أن عقل النساء صار يفكر بهذا الشكل تحت تأثير الثقافات والأفكار الرائجة. عزيزي الرجل، حجم وشكل عضوك له علاقة وطيدة بالمورثات الجينية، كلون عينيك وطول قدميك.. ليست هناك لا تمارين ولا «عقاقير» لعلاجه.. اعرف كيف تستعمله، وإذا كنت تظنه صغيرا فلن يكون أصغر من الأسيويين، وهم الذين يعدون بالمليارات!.. ثم.. هل أنت في حاجة إلى إقدام كبيرة حتى تمشي جيدا؟!.. استشاري علوم جنسية