عمدت مندوبية السجون إلى إصدار قرار، يقضي بتنقيل رئيس معقل سجن آيت ملول إلى مدينة إفران قصد إعادة التكوين والتأهيل، وأكدت مصادر مطلعة من داخل السجن، أن تنقيل رئيس المعقل جاء بعد فرار سجين مدان في قضية جنائية، الأسبوع الفارط، بعد أن انتحل صفة سجين آخر يعاني من اضطرابات نفسية أتم عقوبته السجنية، وتمكن من مغادرة السجن بسهولة واجتاز البوابة الرئيسية للسجن دون أن تعمل فرقة الأمن الخارجي على التحقق من هويته. وأفادت المصادر ذاتها، أن رئيس المعقل ذهب ضحية مواقفه المضادة للإدارة الحالية، في وقت بقيت فيه بعض الأطراف الأخرى في منأى عن العقاب رغم مسؤوليتها المباشرة في عملية فرار السجين، على عكس القرار الصادر في حق رئيس المعقل، الذي ظل يعاني من تهميش مستمر، حيث لم يعد يتمتع بصلاحيات كاملة في عهد المدير الجديد، الذي يتولى مهمة تسيير السجن المحلي لأيت ملول منذ شهر أكتوبر من السنة الفارطة. وأشارت المصادر نفسها، إلى أن رئيس حي الانضباط الذي تقع على عاتقه مسؤولية عملية الفرار من الجناح الذي يشرف على تسييره، عمد، نهاية الأسبوع المنصرم، إلى اقتياد شخص من محطة انزكان شبيه بالسجين الفار إلى السجن المحلي، غير أنه تبين بعد التحقيق معه أن لا علاقة له بالسجين الفار. إلى ذلك، مازالت عناصر الضابطة القضائية للدرك الملكي التابعة لسرية الدرك بأيت ملول، تواصل تحرياتها بخصوص طريقة فرار النزيل والتي تمت في ظروف غامضة، خاصة أن كل نزيل يتوفر على صور شخصية موضوعة بملفه الشخصي، حيث يتم التدقيق في هويته قبل مغادرته قضبان السجن، الأمر الذي ترك علامات استفهام عديدة لدى المحققين في فك لغز عملية الفرار. هذا، وقد أكدت مصادرنا، أنه تم تنقيل السجين المريض إلى السجن المدني بإنزكان في خطة من الإدارة لتفادي التأثيرات السلبية لوجوده وسط نزلاء نفس المؤسسة. وفي سياق آخر، لفظ سجين مصاب بداء الالتهاب الكبدي أنفاسه الأخيرة، قبل أزيد من أسبوع، داخل مكتب الممرض بعد تأزم وضعه الصحي، وأكدت مصادر «المساء» أن تدهور الحالة الصحية للهالك الذي تم نقله على وجه السرعة إلى حي التوبة، كانت نتيجة عدم توفير الأدوية العلاجية له بصفة مستمرة وفي أوقاتها المحددة، مما انعكس سلبا على صحته. وقد تم نقل جثة الهالك، على متن سيارة إسعاف إلى مستودع الأموات بالمستشفى الحسن الثاني باكادير في انتظار تشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة. وكانت «المساء» قد اتصلت بالهاتف الشخصي لمدير المؤسسة السجنية لأخذ وجهة نظره في الموضوع، غير أن هاتفه ظل يرن بدون جواب.