قرر المسؤولون بالمركب الاستشفائي الجهوي بالقنيطرة، أول أمس، تأخير إجراء عدد من العمليات الجراحية، إلى وقت لاحق، لعدم توفر مستشفى الإدريسي على ما يكفي من الممرضين المساعدين. وفوجئ العديد من المرضى بهذا القرار، بينهم مصابون في حالة خطيرة، خاصة أن وضعهم الصحي يستدعي إخضاعهم فورا لعمليات جراحية مستعجلة تجنبا لأية مضاعفات غير محمودة العواقب، وهو ما دفع أسرة مصاب بكسور في حادثة سير وقعت في اليوم نفسه بمنطقة الساكنية، إلى الاحتجاج في عين المكان، قبل أن تضطر إلى نقل ابنها إلى مصحة خاصة رغم فقرها الشديد، واصفة المبررات التي يقدمها المسؤولون للإعلان عن تأجيل الجراحة بالمهزلة والفضيحة، وتنم عن استهتار وزارة الصحة بحياة المواطنين. واستنادا إلى معلومات مؤكدة، فإن أطباء الجراحة راسلوا المندوب الجهوي للصحة بشأن الخصاص الكبير الذي يعاني منه المركب على مستوى الممرضين، ودعوا الجهة الوصية إلى تدارك هذا الخلل لضمان السير العادي للخدمات التي يوفرها هذا المرفق العمومي. وكان المستشفى قد توقف، طيلة يوم الجمعة الماضية، عن إجراء العمليات نفسها، بعدما انفجر أنبوب ضخم للمياه، حيث توقفت العديد من الأقسام عن عملها لارتباط الأجهزة والآلات التي تشتغل بها بالماء الذي انقطع عن معظم مرافق المستشفى، بما فيها أفران التعقيم، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى جدية المراقبة التي واكبت عملية التجديد الكلي لشبكة قنوات المياه التي جرت حديثا. وفي موضوع ذي صلة، دعا مواطنون إلى فتح تحقيق معمق حول الغياب غير المبرر لأطباء المداومة الليلية، وقالت المصادر، إن قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي لا يتوفر إلا على طبيب واحد خلال الفترة الليلية من كل يوم، مع أن القانون يفرض وجود 3 أطباء دفعة واحدة، على اعتبار أن المستشفى هو القبلة الوحيدة لكل القاطنين بجهة الغرب، التي يقارب عدد سكانها مليوني نسمة.