قد يكون أسلوب الديكور الحديث وراء تراجع الإقبال على استخدام ورق الجدران في المنازل، لكنه يظل دائما عنوان الأناقة الكلاسيكية، لاسيما مع تطور أنواعه وأشكاله التي أصبحت تأسر العين وتنشر جوا مريحا على كل أرجاء المنزل. ولاشك أن تنوعه هذا ساعده على إرضاء مختلف الأذواق والخيارات، لكن الخبراء يشترطون انتقاء ما يناسب ويتلاءم مع الجو العام للمنزل وتصميمه وطبيعة الأثاث وألوانه، إضافة إلى تنسيقه مع الستائر. فإذا كانت ألوانها فاتحة، مثلا، يجب اختيار ورق الجدران بالألوان الداكنة والعكس، حتى يتناغم اللونان وتكون النتيجة ديكورا يقترن بالفخامة والذوق الرفيع. وإذا كانت مفروشات المنزل مزخرفة وتتداخل فيها الألوان والأشكال المتنوعة، فإن اختيار ورق الجدران يجب أن يكون بلون واحد حتى لا تتضارب ألوانه أو نقوشه مع الأثاث. كما يجب المراعاة في اختيار ألوانها ونقوشها، نوع الغرفة التي سيزين بها ووظيفتها. كما أن ديكور المكتب يختلف عن ديكور الصالونات وديكور غرفة الطعام يختلف عن ديكور غرف الجلوس وغرف النوم، وديكور غرف الكبار يختلف عن ديكور غرف الأطفال، التي يمكن أن تكون بألوان زاهية إلى حد التضارب، ومنقوشة برسوم تعكس شخصيات كرتونية وغيرها. فقد بينت عدة دراسات أجريت في الولاياتالمتحدة أن ألوان ورق الحائط ونقوشه تحفز ذهن الطفل وتنشطه، عكس تلك التي تكون هادئة بألوان أحادية، فهي تجعل ذهنه أيضا هادئا، إلى حد التبلد. ولا بأس في هذه الحالة من استعمال أنواع رخيصة منها، حتى يمكن استبدالها بين الفترة والأخرى عندما تبهت ألوانها، أو يصاب الطفل بالملل منها. أما غرف الاستقبال والصالون والطعام، فيفترض اختيار ذات النوع الراقي والفخم، بغض النظر عن سعرها، لأن منظرها الجميل سيشيع في البيت جوا من الفخامة، وتبعث في النفس السكينة والهدوء على أن يأتي اختيارها مرتكزاً على أسلوب الأثاث وشكله ليؤمن التوازن المطلوب. أما في المطابخ والحمامات، فيفضل عدم استعمال ورق الجدران والاكتفاء بتغطية الأرضية بالرخام، لأنها تحتاج إلى البساطة أكثر من أي شيء آخر. لكن قبل ذلك كله يجب تحضير الجدران جيدا والتخلص من أي مشكلة فيها، خصوصا الرطوبة، قبل تثبيته على الجدران، إلى جانب دراسة شكل الغرفة ومساحتها وما شابه. وإذا لم يكن لصاحب البيت إلمام أو خبرة بطريقة تركيبه يفضل الاستعانة بفني متخصص، لاسيما إذا كان الورق مزينا بنقوش مركبة، كي لا تظهر الفروق عند توزيعها وبعد قصها بشكل غير متناغم.