اندلعت مواجهات بين ساكنة عنق الجمل في منطقة الولجة في سلا وقوات الأمن والسلطات المحلية صبيحة أمس الاثنين، عندما باشرت هذه الأخيرة عملية هدم المنازل غير المرخص لها. وفوجئ سكان منطقة عنق الجمل بإحضار السلطات المحلية جرافات الهدم وبإنزال أمني للقوات العمومية قصد تنفيذ مهمة الهدم، التي أعطيت أوامر ببدئها. وحسب ما أكد عدد من سكان المنطقة، في تصريحات متفرقة ل»المساء»، فإن السلطات تدخلت بالقوة لإرغام الساكنة على إفراغ منازلها قصد هدمها، ما خلّف فوضى وإصابات وإغماءات أدت إلى نقل بعض الحالات إلى مستشفى مولاي عبد الله في سلا. وأوضح شهود عيان أن السلطات تمكنت من هدم حوالي ستة منازل، ما جعل السكان يخرجون إلى الشارع العام ويرفعون الأعلام الوطنية، مرددين شعارات تندد بهدم منازلهم وتطالب بإرجاء ذلك إلى حين الاستفادة من سكن لائق. وحسب ما أكدت المصادر ذاتها، فإن ساكنة المنطقة لجأت إلى رشق قوات الأمن بالحجارة، في محاولة منها لثنيها عن الاستمرار في عملية هدم مساكنها، دون أن يخلف ذلك أي إصابات في صفوف قوات الأمن. وفيما تحدثت بعض المصادر عن استعمال قوات التدخل الغازات المسيلة للدموع، نفى مصدر أمني مسؤول نفيا قاطعا أن تكون قوات الأمن قد استعملت تلك الغازات أثناء تدخلها لهدم المنازل العشوائية. إلى ذلك، عرفت طريق الولجة، المؤدية إلى منطقة عنق الجمل، توقف حركة المرور أثناء المواجهات بين الساكنة والقوات الأمنية. وللإشارة فإن منطقة عنق الجمل تضم أزيد من 350 منزلا عشوائيا، إضافة إلى «تناسل» ما يقارب 100 منزل عشوائي في الأيام العشرة الماضية.. فيما عزت مصادر محلية استغلال بعض السماسرة الوضع والاحتقان الذي تعرفه هذه المنطقة من أجل تحقيق مزيد من الأرباح على حساب مواطنين يبحثون عن مسكن.