عاشت مدينة بني ملال، «ليلة سوداء» مساء أول أمس الأحد، وعاش السكان ليلة رعب حقيقية اختلطت فيها أصوات صافرات سيارات الأمن بروائح النيران وأصوات تهشيم السيارات في المدينة، بعد مواجهات عنيفة كان طرفاها مواطنون وعناصر قوات الأمن. وتحوّلَ تدخل أمني لتنفيذ قرار سابق للسلطات في بني ملال لمنع استعمال شاشة عرض كان يقيمها شباب حركة 20 فبراير -المستقلون- إلى مواجهات سرعان ما شارك فيها مواطنون وباعة متجولون، قبل أن ينضم إلى المواجهات عشرات المواطنين في أحياء المدينة، وتمتد المواجهات لتشمل شوارع عديدة انطلاقا من شارع محمد الخامس ووسط المدينة القديمة في شارع أحمد الحنصالي، وتطورت المواجهات لتشمل شارع الجيش الملكي شوارع 20 غشت، محمد السادس والمتنبي وجنبات المحطة الطرقية. وقد نُقل أكثر من سبعة محتجين إلى المستعجلات، كما تحدثت أنباء عن إصابة 21 عنصرا من رجال الأمن بعد تعرضهم للرشق بالحجارة، فيما أعلن مصدر طبي أن أحدهم أصيب بكسر في ساقه، كما أصيب رجل أمن ثانٍ بخلع في مفصل كتفه. وفسرت مصادر حقوقية ل«المساء» امتناع عشرات المواطنين عن التنقل إلى المستشفى ب«الخوف من الاعتقال، خصوصا بعد موجة الاعتقالات والتوقيفات التي شهدتها المدينة». وقد اعتقلت قوات الأمن 15 شخصا، بينهم ثلاثة من عناصر حركة 20 فبراير، وضمنهم عبد الجليل الساجي، فيما يوجد من بين باقي المعتقلين طفل قاصر. وخلّفت المواجهات بين عناصر الأمن وعشرات المواطنين، والتي امتدت حتى منتصف الليل، تكسير زجاج سيارات خاصة وإحراق عشرات حاويات الأزبال والإطارات المطاطية، قبل أن يتطور الأمر إلى تخريب أربع وكالات بنكية في المدينة، حيث تعرضت وكالة ل«التجاري وفابنك» في شارع 20 غشت، والمسماة وكالة «المحطة»، للعبث بمحتوياتها، بعد اقتحامها وتكسير واجهتها الزجاجية وإخراج الكراسي إلى الشارع، مع سرقة حاسوبين وشاشتين، فيما تم تكسير الواجهة الزجاجية لوكالة شارع الجيش الملكي لنفس المؤسسة البنكية، إضافة إلى تكسير واجهة زجاجية لوكالة «الشركة العامة للأبناك»، في شارع محمد الخامس، بينما أكدت مصادر أمنية تكسير واجهة زجاجية لوكالة «البنك المغربي للتجارة الخارجية» في شارع أحمد الحنصالي. وقد اضطرت عناصر الوقاية المدنية إلى التدخل لإطفاء النيران التي شبت في سيارة قائد المقاطعة السادسة، التي امتدت إليها النيران بعد تحطيم زجاجها، بينما تم تحطيم سيارة قائد المقاطعة الخامسة وقلبها وتكسير زجاج سيارات قائد المقاطعة السابعة، إضافة إلى تحطيم زجاج خمس سيارات للأمن.