قال محمد البوساتي، أبرز هداف في تاريخ البطولة المغربية، واللاعب الدولي السابق في صفوف النادي القنيطري، الذي إنه حان الوقت من أجل أن ينتفض الجميع، لصالح مصلحة الوطن والكرة الوطنية، خصوصا اللاعبون السابقون للمنتخب المغربي، من أجل إيقاف مسلسل العبث الطويل هذا. وأكد البوساتي في حوار مع « المساء»، أن استمرار غيريتس مدربا للأسود، لن يفيد المنتخب في شيء، لذا وجب الاستغناء عنه، مضيفا في السياق ذاته، أنه يجب الكشف عن المسؤول عن صفقة التعاقد مع هذا المدرب للمغاربة، حتى يتحمل مسؤوليته كاملة، لأن التداول حول الراتب الشهري بات مستهلكا جدا، وجاء وقت المكاشفة والمحاسبة. وتساءل البوساتي، عن الجدوى من التطبيل لبطولة احترافية، إذا لم تكن قادرة على فرز منتخب مشكل من اللاعبين المحترفين، في الوقت الذي لا زال فيه غيريتس، يتجول بأوروبا ويبحث عن لاعبين جدد يقدمهم للمغاربة، لا يلعبون لمدة خمسة أشهر، ثم يقدمونهم لنا، عندما يسجلون هدفا وحيدا خلال موسم كامل. - ما هي أسباب «نكسة» الغابون حسب رأيك؟ الأسباب عديدة ومتداخلة، منها البعيد المدى المرتبط بتراكمات التسيير الارتجالي، وبالنفخ الكبير في المدرب والمنتخب، ومنها القريب المتعلق بفترة الاستعداد لدورة الغابون وغينيا، بحيث لا يوجد مهتم بسيط بكرة القدم، يوافق على الاعتماد على لاعبين يفتقدون للتنافسية، ويشاركون رسميين مع المنتخب في الوقت الذي يوجدون فيه خارج اهتمام أنديتهم. إذا كان اللاعب يقدم مئة في المئة مع فريقه، عليه أن يضاعف ذلك مع المنتخب في مثل هذه المشاركات الإفريقية، فكيف يتأتى له إذن ذلك وهو لا يمتلك سوى خمس مباريات « في رجليه».هذا هو المؤشر الأول على الفهم الكبير للمدرب البلجيكي غيريتس. وهو ما يدحض ادعاءات المدافعين عن غيريتس، لأن الأمر يتعلق بمسلمة وبديهية في عالم الكرة، ولا تتطلب علما أكاديميا رصينا من أجل فهم هذه الأمور. المسألة الثانية هي معسكر ماربيا، حيث كان من المفروض التوجه للسينغال أو الكاميرون، وإذا كان غيريتس يتخوف على اللاعبين من حمى إفريقيا، « يبقاو في ديورهم». هناك لاعبون مغاربة لا يتأثرون بأمراض إفريقيا، لأن المسألة ترتبط بمشاعر ثلاثين مليون من المغاربة، لا مجال فيها « للفشوش الخاوي». - هذا عن غيريتس ما قبل منافسات الكان، ماذا عن اختياراته كمدرب أمام كل من تونس والغابون؟ بصراحة وبكل موضوعية كان المنتخب المغربي يستحق الفوز على المنتخب التونسي، لأن زملاء خرجة كانوا الأفضل والأحسن. لكن غياب التنافسية عند بعض اللاعبين كان هو المشكل، وليس سوء الطالع والحظ، كما يقول البعض. لأن مروان الشماخ لو كان جاهزا، ويمتلك مباريات عديدة لسجل الهدف الأول من خلال فرصة الانفراد التي أتيحت له. وهنا تأتي مسؤولية المدرب في نظري، على مستوى اختياراته البشرية، واعتماده على لاعبين غير جاهزين. كان من الأفضل أن يدفع منذ البداية بكل من العربي وتاعرابت ويحتفظ بالشماخ، حتى الجولة الثانية ويدفع به كبديل. على مستوى « الكوتشين»، أظهر غيريتس ردود فعل سلبية جدا، ولم يحرك ساكنا، وبدا سلبيا ومصدوما، وجاءت تغييراته دون فعالية تذكر. إنه مدرب يتكلم كثيرا، ويتقن لغة الصحافة، وأتذكر أنه خلال قدومه للمغرب، قال إنه لن يعتمد إلا على اللاعب الجاهز. وبعد توجهه لماربيا قال إنه سيفوز بالكأس، وهنا وقع الخلل وتم التأثير ذهنيا على بعض اللاعبين المتميزين وأيضا على المجموعة بكاملها. غيريتس صدم بأجواء إفريقيا، لذلك أثبث المنطق أنه مدرب للأندية وليس للمنتخبات. - كيف تقيم مستوى لاعبي المنتخب من خلال مشاركة المنتخب في النهائيات الإفريقية بالغابون؟ يجب الاعتراف بأننا نتوفر على لاعبين في المستوى داخل المنتخب المغربي، يتوفرون على إمكانات تقنية جيدة، لكن يفتقدون للياقة البدنية، وكأس إفريقيا تتطلب لياقة بدنية عالية جدا، لا يمكن لعب كرة القدم بدون لياقة بدنية. الآن يجب أن نطوي هذه الصفحة ونتطلع للمستقبل، لابد من إعادة الاعتبار لللاعب المحلي، بالرغم من أن البطولة المغربية ضعيفة، ولكن هناك لاعبون يستحقون المنتخب المغربي، في الوقت الراهن، وهو ما من شأنه أن يشجع اللاعب المحلي على العمل والاجتهاد. ثم لابد من تكوين منتخب محلي قوي، قادر على التجمع والمشاركة في الدوريات والمباريات الودية، مع العودة للاعتماد على الأطر المغربية. فهناك كفاءات بالمغرب، ولم يحقق المدربون الأجانب، الذين سرقوا الملايير من الأموال من خزينتنا، ماحققه بادو الزاكي وفتحي جمال ورشيد الطوسي. ليس من المعقول بتاتا أن تتعاقد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع المدربين. يجب أن تتكلف بتدبير الأمور الإدارية والقانونية واللوجيستيكية، وتشكل إدارة تقنية قوية ومستقلة في اتخاذ قراراتها، هي من ستتحمل المسؤولية في تعاقداتها مع المدربين. لماذا لم يتم تكليف لجنة تقنية، ويتم إلزام غيريتس بالإنصات لمقترحاتها. ولماذا لم يتم تعيين مساعد له من الأطر المغربية. فالمدرب لوحده لن يستطيع فعل كل شيء. إنه فريق العمل وأسلوب القيادة داخل الطاقم التقني واللاعبين، هي المحددات الجديدة للنجاح. - كيف تفسر صمت الجامعة؟ أعتقد أن الصمت لن يطول، أمام هذا الإخفاق المدوي، خصوصا أن المدرب وعد المغاربة بالكأس. لو تحدث هؤلاء الناس مع الجمهور المغربي وقالوا له، نحن بصدد الإعداد لفريق للمستقبل، ونطلب منكم الصبر، لكان الإقصاء طبيعيا كما تعودنا على ذلك مرات عديدة. أما أن يعرف المغاربة أن الملايير صرفت على المنتخب وعلى روجي لوميروفيليب تروسيي وغيريتس بدون نتيجة، فهو ما لا يتناسب ومنطق الصمت. أعتقد أنه بعد إسدال الستار عن المنافسات الإفريقية، يجب تحديد المسؤوليات والكشف عن الحقائق، والإجابة عن مجموعة من الأسئلة، من قبيل من تعاقد مع هذا المدرب البلجيكي، الذي تم تقديمه « كنبي» للكرة معصوم من الخطأ، وهو لا زال يصر على استفزاز المغاربة، بالقول إنه ذاهب لأوربا، ليقدم لنا لاعبين جدد قبلوا بمرارة وعن مضض، بعد توسل أمهاتهم وآبائهم، باللعب للمغرب. وفي النهاية هاهي النتيجة كارثية. يجب الاستغناء عن المدرب غيريتس، وإعادة الاعتبار للمدرب المحلي واللاعب المحلي. كما يجب الاستغناء عن بيم فيربيك أيضا لأنه لا يفعل شيئا. وحول المنتخب الأولمبي إلى قبلة للمحترفين أيضا بعدما كان الأمل الوحيد المتاح للاعبي البطولة المحلية. إنهم يتحدثون عن لاعبين محترفين وهم لا يلعبون سوى خمس مباريات في السنة، فيما اللاعبون الأفارقة من جنوب الصحراء، يشاركون في أكثر من 50 مباراة. على المحترف أولا أن يحل مشاكله مع فريقه أولا ثم يتحدث عن الاحتراف. يجب أولا أن توقف عند مفهوم الاحتراف عند بعض اللاعبين. المحترف في نظري هو يونس بلهندة مثلا، الذي قدم الإضافة للمنتخب. أقول إنه إذا لم يتحرك الجميع لوقف النزيف وتشخيص الخلل، واتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة، فإخفاق الكرة المغربية سيتواصل، والأخطاء ذاتها ستعيد إنتاج نفسها.