قال عبد الإله بنكيران «جئنا لنعمل في إطار التوافق مع جلالة الملك وليس في إطار التنازع، فالتنازع أمرنا الله أن نتركه، وجلالة الملك هو رئيس الدولة، وأريد أن أقول شيئا آخر هو أن مساندة جلالة الملك شيء رئيسي ومهم في الحياة السياسية في المغرب». وأضاف بنكيران أن «الملك محمد السادس غاية في اللطف. ولا أخفي أنني أوقره كثيرا، والناس جميعا يعرفون هذا عني، فلدى جلالة الملك مرتبة خاصة في قلبي، مثلي في ذلك كباقي المواطنين المغاربة. فأنا أتصل بجلالته عندما تكون هناك حاجة ملحة. فإما أن يستجاب لي فورا أو يتم جوابي بعد حين أو بعد لحظات. وإذا جاز لي أن أشكره على هذه المعاملة، أجدد القول إنه غاية في اللطف والعناية». وتحدث رئيس الحكومة، الذي خص يومية «الشرق الأوسط» اللندنية بحوار مطول صدر أمس الخميس، أيضا عن علاقته بفؤاد عالي الهمة، مستشار الملك، وقال إن «قضية التنافر غير موجودة البتة, والهمة رجل لطيف، وفي وقت من الأوقات، قرر أن ينزل إلى الساحة ليخوض السياسة معنا, فتصارع معنا وتصارعنا معه، ويوم عيّنه جلالة الملك مستشارا له، كنت من أوائل من اتصلوا به لتهنئته، كما أن وضعيته السياسية تغيرت، وبالنسبة إلى كون عالي الهمة هو مخاطبي في القصر الملكي فيمكن أن يكون شيئا إيجابيا في النهاية، فهو لديه مرتبته ومكانته، وهو شخص متفهم، وما وقع بيننا في المرحلة السابقة طُويّتْ صفحته، لكن ما يمكن أن أقوله لك هو أن علاقتنا الشخصية كانت طيبة من قبل، وطيبة الآن، وأنا، من جهتي، حاولت أن تبقى العلاقة معه طيبة، حتى أثناء المعارك السياسية.. فهذه القضية لا تزعجني». وتطرق بنكيران في حواره لعدد من المواضيع التي تُشكّل الحدث هذه الأيام، ومن ضمنها الأحداث التي وقعت في تازة، وعنها قال رئيس الحكومة: «من سيشعل النار سيكون أول من سيحترق بها. ولهذا يجب على البعض أن يعودوا إلى رشدهم قليلا. إن الحكومة عازمة على أن تتحمل مسؤوليتها كاملة، ليس في ما يخص معالجة الإشكاليات الاجتماعية والطارئة فحسب، فالاختلالات قد تقع في أي وقت». ولم يفت بنكيران أن يُعرّج على جماعة العدل والإحسان, التي قال عنها «لا يوجد بيني وبين الإخوان في العدل والإحسان سوى الخير والإحسان، ولكنْ عليهم أن يفهموا ويعرفوا أن هذه البلاد قائمة على أسس وأنهم إذا أرادوا أن يتحاوروا في إطار هذه الأسس ويتمتعوا بحقوقهم فإنهم مُرحَّب بهم، ولكنْ إذا كانوا يتصورون أن الدولة ستترك أحدا يروم تقويضها بطريقة أو بأخرى فإنهم مخطئون، حتى تكون الأمور واضحة بالنسبة إليهم وإلى غيرهم (..) أكرر قول هذا حتى تكون الأمور واضحة مع الإخوان في جماعة العدل والإحسان وغيرهم، حتى لا يظنوا أن المغرب دولة يمكنها أن تهتزّ وأنه لم تعد فيها مسؤولية، بل على العكس، للمغرب رجالاته الذين سيدافعون عن الأسس التي قام عليها.. وإذا كان الإخوان في الجماعة غير واعين بهذه الأشياء ويودون مواصلة الانتظار، فذاك أمر يهمّهُم، ولهم واسع النظر»..