في الوقت الذي خيب فيه المنتخب الوطني أمال جماهيره العريضة، التي كانت تعقد عليه الآمال لتدشين «ربيع رياضي» في الكأس الإفريقية التي أضحت محطة تنكسر عليها انتظارات الشارع المغربي، الذي لا يكاد يستفيق من وقع نكبة حتى يصطدم بنكسة جديدة، خصت جريدة « أ بي سي» الاسبانية المشهورة مقالا تفصيلا استعرضت من خلاله الحضور القوي والوازن للجوهرة السوداء العربي بنمبارك رفقة فريق أتليتيكو مدريد. نكسة اليوم، والتي تعتبر ثمرة لسياسة كروية فاشلة تتطلب المزيد من البحث والتدقيق لإناطة الأمور إلى أصحاب الاختصاص عوض توزيعها عبر المظلات، لم تنجح في إخفاء الوجه المشرق لكرة القدم الوطنية من خلال إنجاب مواهب لا زالت الدول التي احترفت فيها تتحدث عنها وكأن الأمر حدث بالأمس وليس منذ زمن طويل. وتبقى حالة الجوهرة السوداء، العربي بنمبارك، الأكثر حضورا بعدما خصته جريدة» أ بي سي» الواسعة الانتشار بحيز كبير في زمرة الحدث الإفريقي بما في ذلك من دلالات عميقة ومقارنة لما كان يقدمه من عطاء قياسا مع المستوى الباهت الذي قدمه ما يسمون تجاوزا ب» أسود الأطلس». «لقد كان اللاعب المغربي الأكثر أهمية وحضورا وأول لاعب أسود شهير في إسبانيا، وأكثر اللاعبين تفننا في التعامل مع الكرة» كان هذا جزء مما قالته الجريدة في حق الدولي السابق بنمبارك، الذي ولد سنة 1917 بحي شعبي بمدينة البيضاء قبل أن يشد الرحال صوب فرنسا بعدما جاور أندية ايديال والاتحاد الرياضي. وشكلت سنة 1939 تاريخ التحاقه بأولمبيك مارسيليا الفرنسي ثم بسطاد الفرنسي سنة 1945 قبل أن يغير الوجهة صوب اسبانيا، حيث جاور فريق أتليتيكو مدريد سنة 1948 ما جعل الفرنسيين يكتبون وقتها» قوموا ببيع برج ايفل لكن لا تبيعوا العربي بنمبارك» وهي عباراة كافية لتأكيد المكانة التي كان يحظى بها اللاعب داخل الأوساط الفرنسية. وتطرقت الجريدة ذاتها إلى الطريقة التي كان يلعب بها النجم بنمبارك موضحة أنه كان طويل القامة ويملك نظرة ثاقبة بالقدر الذي يجيد فيه اللعب بالرجلين معا بمنتهى السهولة والأريحية، فضلا عن قدرته على تسجيل الأهداف بالضربات الرأسية كما بالقدمين، قبل أن تشير إلى أنه كان لاعبا متكاملا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وصفه الكتاب والصحافيون بالظاهرة الكروية ونعته المعلقون بالساحر والمبدع رغم عدم وجود التلفزة في ذلك الوقت، وهو ما لم يمنع ماكس روبيني من نعته بكونه شاعر الكرة وأكثر إبداعا من النجم الأسطوري بيلي، هذا الأخير قال في حق العربي بنمبارك» إذا كنت أنعت بالملك فالعربي إله الكرة».