قررت أحزاب العدالة والتنمية والاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تنظيم وقفة احتجاجية بمركز الجماعة القروية تيسينت إقليم طاطا احتجاجا على رداءة الدقيق المدعم الذي تم تخصيصه لسكان المنطقة، فبعد شهور من انقطاع هذه المادة الحيوية عن سكان الجماعة استبشروا أخيرا بقرار السلطات تزويد المنطقة بالكميات المخصصة لها إلا أن خيبة أمل السكان كانت كبيرة عندما اكتشفوا تدني جودة هذا الدقيق، وهو ما حذا بالهيئات السياسية سالفة الذكر إلى رفع عريضة استنكارية في الموضوع إلى عامل إقليم طاطا كما قررت تنظيم وقفة احتجاجية. هذا وأعلنت الهيئات من خلال رسالتها رفضها القاطع لما وصفته بالاستهتار بحقوق المواطنين، كما طالبت برفع يد السماسرة والمتلاعبين بهذه المادة الحيوية والحساسة، والعمل على توفيرها بالكميات الكافية والجودة المطلوبة. وفي السياق ذاته، كشفت بعض جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة أن سكان الجماعة، الذين لا يتجاوز عددهم عشرة آلاف نسمة، يعانون باستمرار من النقص الحاد في حصتهم من الدقيق المدعم، إذ لا تتجاوز حصة الفرد الواحد أربعة كيلوغرامات في الشهر، فضلا عن وجود أسر عديدة محرومة أصلا من هذه الحصة على قلتها. كما تتسم عملية الدعم، حسب المصادر ذاتها، بسوء التوزيع، وحضور اعتبارات سياسية ومحاباة جهات معينة من طرف بعض المسؤولين المحليين السابقين للسلطة المحلية رغم الاحتجاجات المتكررة لهيئات المجتمع المدني على هذه الممارسات. وذكرت مصادر من عين المكان أن الانقطاع المفاجئ في تزويد الجماعة بحصتها من الدقيق جاء بعد تحويل مقر التموين من المطاحن الموجودة بمدينة أيت ملول إلى المطاحن الموجودة بمدينة ورزازات، حيث وقع تأخير تزود سكان الجماعة بحصتهم لأزيد من عشرين يوما وعندما تم تزويدهم اكتشفوا رداءته وانبعاث رائحة غير عادية من الأكياس التي تمت تعبئتها بهذا النوع من الدقيق، كما كشفت المصادر ذاتها عن عدم السماح للممونين المحليين بنقل كميات الدقيق بواسطة وسائل النقل الخاصة بهم، بل تم إلزامهم باستعمال وسائل نقل أخرى، مما ساهم بشكل كبير في تأخر تزويد سكان جماعة تيسينت بحصتها.