شهدت مدينة تازة، أول أمس الاثنين، ست تظاهرات متفرقة لكل من تنسيقية المجازين المعطلين في الإقليم وساكنة كل من حي القدس ودوار هرشيل باب مرزوقة، وحي الكعدة وأحياء السعادة والمسعودية والحجرة كما قطع المحتجون أمس الطريق الوطنية. وجاءت تظاهرة «تنسيقية المجازين المعطلين بإقليم تازة» تزامنا مع انعقاد دورة يناير للمجلس الإقليمي، المخصصة للحساب الإداري، والتي كانت منعقدة صباح يوم الاثنين داخل مقر عمالة الإقليم، حيث تواجد المعطلون بكثافة ليجدوا في انتظارهم قوات التدخل السريع والقوات العمومية، التي أغلقت جميع منافذ العمالة وحاصرت كل الأبواب وأغلقتها بالأقفال والسلاسل والدروع البشرية. وقد رفع المعطلون شعارات منددة بما أسموه «العسكرة المفرطة للمدينة» ودخلوا في تدافع مع قوات الأمن، محاولين الدخول إلى جلسة المجلس الإقليمي. و«بعد الاتصال برئيس المجلس الإقليمي الذي رفض الحديث إلينا، قررنا اقتحام العمالة ونسف اللقاء»، حسب ما قال ل«المساء» عمار قشمار، نائب منسق «تنسيقية المجازين المعطلين بإقليم تازة». وبعد احتداد التدافع بين قوات الأمن، التي طوّقت جميع مداخل العمالة، تسلق مجموعة من المحتجين أسوار البناية، حيث تم استقدام قوات دعم إضافية. واستمر هذا الوضع من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الساعة الثانية بعد الزوال، حيث أصيب أحد المعطلين في الرأس، إثر ضربه من قبل عناصر التدخل السريع. وفي صباح نفس اليوم، نظمت ساكنة أحياء القدس مسيرة انطلقت من أمام مسجد عمر بن الخطاب في الحي نفسه في اتجاه المكتب الوطني للكهرباء، قبل أن يلتحق بها بعض سكان المسيرة 2 للاحتجاج على ما يقولون إنه «استمرار سياسة اللا مبالاة تجاه مطالب الساكنة بخصوص إعادة النظر في فواتير الماء والكهرباء المرتفعة»، وعمد المحتجون إلى الاعتصام وسط الطريق العمومية، المجاورة للوكالة، و«قطعها»، بمبرر أن مدير المكتب الوطني للكهرباء رفض التحاور معهم. بعد ذلك بساعات، حاول ساكنة أحياء القدس التحرك في مسيرة أخرى في اتجاه الطريق الرئيسية رقم 6، الرابطة بين فاس ووجدة والحسيمة، حيث تم «قطع» الطريق بشكل تام لمدة ساعة ونصف، مما عجّل بحضور جل المسؤولين الأمنيين وكذا باشا المدينة. واستمر قطع الطريق إلى غاية الساعة السادسة مساء. أما في دوار هرشيل، في جماعة باب مرزوقة، الذي يبعد عن تازة ب19 كيلومترا، فقد قاد أزيد من 300 من سكانه، صباح أول أمس الاثنين، مسيرة في اتجاه عمالة الإقليم، قاطعين المسافة على الأقدام، وهم يحملون الأعلام الوطنية ويرددون شعارات تندد ب«التهميش والعزلة وانعدام الخدمات الاجتماعية»، ويطالبون بتجهيز قنطرة لفك العزلة عنهم وبتوفير مستوصف للمنطقة وربط المنازل بالماء الصالح للشرب والكهرباء. وقد فشلت محاولات رجال الدرك في صد المتظاهرين عن التوجه إلى العمالة. واختار المئات من سكان حي الكعدة التظاهر أمام المحكمة الابتدائية في تازة، حيث عرض على أنظار المحكمة خمسة من شباب الحي على خلفية مواجهات مع رجال الأمن بعد انتهاء مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الغابوني. وقد رفع سكان «الكعدة» شعارات تطالب بإطلاق الشباب الخمسة، وأخرى تندد بما أسموه «عسكرة المدينة». وبعد إعلان المحكمة تأجيل النظر في ملف المتهمين الخمسة إلى جلسة 8 فبراير 2012، انطلق المحتجون في تظاهرة ليلتحقوا بساكنة القدس، الذين كانوا كانوا «يقطعون» الطريق الوطنية رقم 6. وكانت المظاهرات الخمس التي نظمتها ساكنة أحياء المسعودية والسعادة والحجرة من أجل الاحتجاج على «غلاء فواتير الماء والكهرباء» والتنديد بما سمّوه «التسيير الجماعي الذي همّش هذه الأحياء». واستمرت مظاهرة حي المسعودية إلى غاية أمس الثلاثاء، حيث انطلقت تظاهرتان من أمام كل من مسجد وحي المسيرة 1 على الساعة التاسعة صباحا في اتجاه المكتب الوطني للكهرباء والماء. وفي موضوع ذي صلة، وزع سكان حي الكوشة، الذي كان مسرحا لمواجهات مع قوات الأمن في ما سمي «الأربعاء الأسود»، بيانا يدعو إلى «الخروج في المسيرة الشعبية المزمع تنفيذها يوم الأربعاء، فاتح فبراير، على الساعة الثالثة بعد الزوال، احتجاجا على مشكلة التحفيظ التاريخية التي بقيت في أرشيفات العمالة وكذا على مشكل الكهرباء، الذي لم يُتوصَّل بشأنه إلى حل شامل وللمطالبة بتوسيع وبناء كل من المدرسة والمسجد في حي التوسعية».