أقدم جندي بالقاعدة العسكرية بمدينة بنجرير، صباح أمس الاثنين، على الانتحار عندما أطلق رصاصة على رأسه، لم تترك له فرصة للنجاة. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء»x من مصادر مطلعة فإن الجندي الذي كان في الحراسة منذ ليلة أمس، قام في حدود الساعة الرابعة من صباح أمس الاثنين بإطلاق رصاصة، من سلاحه الذي كان يحمله كالعادة، مما جعله يلفظ أنفاسه الأخيرة في الحين. وفي الوقت الذي كان يسود فيه هدوء داخل الثكنة العسكرية، كالعادة، إلا من حركة الحراس، سمع دوي إطلاق نار، من وسط القاعدة العسكرية، مما جعل التأهب والاستنفار يسود داخل المنطقة العسكرية الحساسة جدا. وقد توجه في بداية الأمر بعض الجنود، الذين كانوا يقومون بالحراسة في أماكن أخرى متفرقة من القاعدة، ليجدوا زميلهم ملقى على الأرض والرصاصة اخترقت رأسه. وقد توجه عدد من المسؤولين بالقاعدة العسكرية بمدينة بنجرير صوب مكان الحادث، لمعرفة ما الذي جرى، ليصطدموا بهول الحادث الذي راح ضحيته جندي، كان بأحد المخازن التابعة للقاعدة العسكرية. وقد أحدث إطلاق النار ودوي الرصاصة هلعا كبيرا لدى الجنود والمسؤولين العسكريين، الذين كانوا موجودين بالقاعدة خلال الحادث. هذا في الوقت الذي اعتقد فيه بعض الذين كانوا في المنطقة أن هجوما تعرضت له القاعدة. وفور علمها بالحادث هرعت المصالح الأمنية والعسكرية، صوب مكان الحادث، لتطلق بحثا دقيقا في الموضوع بعد أن وقفت على بعض المعطيات بمسرح الحادث. وقد شرعت مختلف الأجهزة الأمنية في التحقيق حول ملابسات الحادث، الثاني من نوعه الذي راح ضحيته جندي، بعد أن أقدم يوم الخميس الماضي جندي متقاعد على إضرام النار في جسده داخل المحكمة الابتدائية بإقليم قلعة السراغنة القريبة من مدينة بنجرير. وقد نقل الضحية إلى مستودع الأموات لتشريح جثته لمعرفة ملابسات والمكان الذي أطلقت فيه الرصاصة. واستبعدت مصادر عليمة في اتصال مع «المساء» أن يكون الحادث الذي تعرض له الجندي «من فعل فاعل»، خصوصا وأن القاعدة العسكرية تخضع لعملية مراقبة شديدة، مرجحة أن يكون الحادث «عبارة عن عملية انتحار قد تكون مشاكل اجتماعية هي الدافع الرئيسي وراءها». وقد تفتح هذه الحوادث، ملفا كبيرا وحساسا، خصوصا وأن أبطالها هم جنود، خضعوا لتدريبات وعليهم التزامات، مما سيجعل من شأن وضع هذا الملف تحت المجهر أن يكشف عن خبايا ومعلومات كانت في عداد المستور.