تواجه حكومة عبد الإله بنكيران، أياما قلائل على استكمالها شروطَ تنصيبها دستوريا بنيل ثقة مجلس النواب يوم الخميس الماضي، أول حركة احتجاجية يقودها مهنيو النقل، بعد أن قررت نقابة اتحاد الجامعات الوطنية لسائقي ومهنيي النقل بالمغرب خوض إضراب وطني مفتوح، مع تنفيذ اعتصام أمام ميناء الدارالبيضاء، اليوم الاثنين. وقد دعت نقابة اتحاد الجامعات كل مهنيي النقل والسائقين إلى خوض الإضراب احتجاجا على ما أسمته المعاناة التي أصبح يعيشها السائقون في محاكم المملكة وأقسام الضابطة القضائية ومخافر الدرك والأمن الوطني، بسبب ما سماه بيان صادر عن النقابة عدم تحديد المسؤولية في الحوادث التي تسبب القتل غير العمد والجروح غير العمدية. وأوضحت نقابة اتحاد الجامعات، التي يقودها محمد ميطالي، أن الأمر أصبح يقتصر على سحب رخص السير لسائقين ومحاكمتهم دون الاستناد إلى المادة ال137 من مدونة السير 05.52 وكذا مراجعة قرارات السحب النهائي لرخص السياقة، لأنها تعد المصدر الوحيد لعيشهم، متهمة الحكومة بعدم الوفاء بالالتزامات التي وقعتها مع الاتحاد. وفيما تعذر الاتصال برئيس اتحاد الجامعات، رغم محاولاتنا المتكررة طيلة صباح أمس الأحد، بعد أن ظل هاتفه يرن دون أن يجيب، استغربت مصادر من داخل وزارة النقل والتجهيز توقيت وهدف الدعوة إلى إضراب وطني مفتوح، مشيرة إلى أن باب الوزارة مفتوح في وجه جميع ممثلي المهنيين. إلى ذلك، أثار قرار الإضراب المفتوح لمهيني وسائقي النقل جدلا داخل الجسم النقابي نفسه، إذ اعتبر محمد محضي، رئيس اتحاد النقابات المهنية لقطاع النقل بالمعرب، خطوة الإضراب المفتوح خطوة تهُمّ النقابة التي دعت إليه وحدها، نافيا وجود أي تنسيق بين النقابتين، وقال في اتصال مع «المساء»: «ليس هناك ما يمنع أي شخص من الدعوة إلى الإضراب، لكن الأمر يثير علامات استفهام كثيرة، خاصة في ظل وجود حوار مستمر مع مديرية من خلال من خلال لجنة تقنية وإدارية كوّنت ومثلت فيها كل نقابة بممثل عنها باستثناء النقابة التي دعت إلى الإضراب». واعتبر محضي أنه من غير اللائق التهديد بخوض الإضراب في وقت لم يمر على تعيين الوزير الجديد عبد العزيز رباح سوى أسابيع قليلة ولم يُعرَف بعدُ توجُّهه، بيد أن محضي لم يستبعد اللجوء إلى الإضراب في حال حدوث أي تراجع. من جهته، اعتبر عبد الله حموشي، الكاتب العام للجامعة الوطنية الديمقراطية لأرباب الشاحنات لنقل البضائع في الموانئ المغربية، أن هناك مآرب أخرى تُحرّك الداعين إلى الإضراب غير الدفاع عن مصالح وقضايا مهنيي القطاع، محذرا من محاولات بعض النقابات وما أسماه «لوبيات النقل» الاستفراد بالوزير الجديد، كما كان الأمر على عهد الوزير الاستقلالي كريم غلاب. واستغرب القيادي النقابي دعوة الاتحاد إلى الإضراب وانتقاده مدونة السير رغم أنه من الموقعين عليها، وهو ما يُعتبَر تناقضا صارخا، مشيرا في تصريح ل»المساء» إلى أن نقابته ستمنح الحكومة الجديدة مهلة لترى مدى التزامها بما رفعته من شعارات بشأن محاربة الفساد والريع، وحينها ستتخذ