اعتقلت مصالح الأمن بالرباط، عشية الجمعة الماضي، مواطنا بالقرب من مقر البرلمان، كان يتحين الفرصة لتسليم رسالة إلى الملك محمد السادس الذي كان قد حضر للتو إلى البرلمان قصد افتتاح الدورة الأولى من السنة الثانية من الولاية التشريعية الثامنة. وكشف مصدر موثوق أن رجلي أمن باغتا «ب.ز» وحاصراه وهو يحمل صورا الملك وظرفا يضم العديد من الرسائل، بعدما «اتهماه» بمحاولة الانسلال من بين جموع المواطنين للحاق بالموكب الملكي، حيث قاما بسحبه بعيدا وفتشاه تفتيشا دقيقا قبل أن ينهالا عليه بوابل من الأسئلة حول هويته وفحوى الشكايات التي كان يود تسليمها إلى الملك. ووفق المصدر ذاته، فإن الشخص الذي تم اعتقاله هو واحد من العمال ضحايا انهيار عمارة المنال بالقنيطرة، وكان قد حرر شكاية بخصوص عدم توصله هو وباقي العمال المصابين وأرامل المتوفين منهم بأي تعويض مادي حول الأضرار والإصابات التي طالتهم عقب انهيار العمارة المذكورة، حيث جرى تكليف «ب.ز» من قبل زملائه بتسليم الشكاية إلى الملك. وحسب المتحدث نفسه، فإن عناصر الأمن قررت في بادئ الأمر احتجاز «ب.ز» بأحد المراكز الأمنية وتحرير محضر له وإجباره على توقيع التزام بعدم التعرض للموكب الملكي مرة أخرى، بيد أن مسؤولا أمنيا رفيع المستوى تدخل لإطلاق سراحه بعد أن أبدى تفهما لوضعيته الاجتماعية.