أخيرا أسدل الستار على مسرحية «من هو والد جنين رشيدة داتي؟»، بعد أن صرح الممثل الأمريكي الفرنسي أنطوني دولان، ابن عملاقي السينما العالمية ألان دولان ونتالي دولان، بأبوته لجنين داتي. هذا الموضوع الذي شغل الصحافة لعدة أسابيع، حيث توالت تصريحات عشاق الحسناء السمراء، آخرها كان لكاتب الدولة في الرياضة بيرنار لابورت، الذي نفى أبوته لابنة داتي المنتظرة أمام الملأ. وأكد أنطوني الذي ولد بهوليود أنه والد طفلة رشيدة داتي، خلال حوار أجرته معه مجلة «فواسي الفرنسية» الصادرة هذا الأسبوع. وجاء هذا الإعلان بعد أن قررت داتي عدم الإفصاح عن هوية والد طفلتها المنتظرة، وهو الأمر الذي اعتبره الشارع الفرنسي من خصوصيات حارسة الأختام, حيث احترم أغلب الفرنسيين قرارها بهذا الخصوص، وذلك حسب نتائج استطلاع الرأي الذي قام به المجلس الأعلى للسمعي البصري بفرنسا، فنسبة 86 من المستجوبين أكدت أن إصرار داتي على عدم الإفصاح عن هوية والد جنينها يعتبر أمرا شخصيا، في حين ترى نسبة 9 في المائة أن داتي مجبرة على الإعلان رسميا عن هوية والد طفلتها لأنها تتقلد منصب وزيرة فرنسية. وتستطيع رشيدة داتي، حارسة الأختام الفرنسية، أن تتنفس الصعداء، فالفرنسيون تقبلوا حملها بصدر رحب، حيث أجمعت نسبة 67 في المائة من الفرنسيين على أن حمل داتي، رغم أنها تنتمي إلى خانة الأمهات العازبات، ليس بالأمر الصادم حتى ولو أنها تتقلد منصب وزارة من الوزارات الحساسة. هذه السمة الإيجابية تطغى على رأي الفرنسيين تجاه داتي، فقد احترموا حياتها الشخصية واختاروا عدم التدخل في خصوصياتها، وفي المقابل لم يعبر الفرنسيون حسب الاستطلاع دائما عن رضاهم عن أداء وزيرة العدل، من أصول مغربية، فنسبة %38 من المستجوبين فقط هي التي عبرت عن رضاها إلى حد ما عن أداء حارسة الأختام. وبخصوص ذلك الظهور المتكرر لوزيرة العدل في وسائل الإعلام اعتبرت نسبة 49 في المائة من عينة الدراسة ذلك أمرا سيؤثر سلبا على عملها في الوزارة، في حين رأت نسبة 33 في المائة العكس. عدم إجماع الفرنسيين على تأثير ظهور داتي المتكرر في وسائل الإعلام على عملها كحارسة للأختام رافقه اختلاف بشأن تأثيره على مسارها وحياتها السياسية، مرفوق بتقارب كبير في النسب، فعلى عكس المستجوبين الذين أكدوا، وبنسبة 41 في المائة، أن ظهورها الإعلامي المتكرر يشكل حسنة ستساهم في تطوير مسارها السياسي، ترى 40 في المائة الأخرى أنه سيؤثر سلبا عليه. ويرى الفرنسيون أيضا، حسب الاستطلاع دائما، أن داتي تسير وفق المنظومة الاجتماعية السائدة وذلك بنسبة تتجاوز الستين في المائة. وهم الاستطلاع، الذي أجري من خلال المحادثة الهاتفية، 1001 شخص تزيد أعمارهم عن 18 عاما، مع احترام تمثيلية الجنس والسن والمهنة وأرباب الأسر والمناطق الجغرافية.