سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العمراني: المغرب بصدد بلورة استراتيجية لديبلوماسية اقتصادية موجهة نحو أقطاب جهوية في القارة الإفريقية فتح الحدود البرية مع إفريقيا يرفع النمو الاقتصادي ب 5 في المغرب
أكد رجال أعمال مغاربة على أهمية الانفتاح أكثر على إفريقيا، حيث سيمكن ذلك من الانعكاس إيجابا على معدل النمو في المغرب لما تتوفر عليه القارة السمراء من إمكانيات تغري الكثير من البلدان بالاستثمار فيها. جاء ذلك خلال الدورة الأولى لمنتدى الرباط التي شارك فيها أول أمس الأربعاء أكثر من 200 مشارك من المغرب وبلدان إفريقية تحت شعار «ذكاء جماعي من أجل دينامية رابحة، حيث اعتبر مولاي حفيظ العلمي، الرئيس المدير العام لمجموعة «ساهام» أن فتح الحدود البرية بين المغرب ومحيطه الإفريقي من شأنه المساهمة في رفع نسبة النمو ب5 بالمائة حسب البنك الدولي، قائلا إنه «عندما نستثمر في إفريقيا تكون مردودية استثماراتنا أهم بكثير من الربح الذي يمكن أن نجنيه عندما نستثمر في أوربا. هذه المعطيات تؤكدها بالملموس تجربتنا الإفريقية في مجموعة «ساهام». ولاحظ عبد السلام أحيزون، الرئيس المدير العام لشركة اتصالات المغرب أن معظم البلدان الإفريقية تحقق اليوم نسبة نمو تعادل 5 بالمائة في الوقت الذي تواجه فيه البلدان الأوربية أزمة صعبة، مشيرا إلى أن الأسواق الإفريقية تفتح إمكانيات مهمة للاستثمار، مشددا على أن هذه الإمكانيات لا تعفي من اعتماد منهجية صارمة في البحث عن الأسواق مع ما يقتضيه الاستثمار من مهنية ودقة في تقييم سياسات الدول التي نتوجه إليها وأنظمتها القانونية. وشدد يوسف العمراني، الوزير المنتدب في الخارجية على أن المغرب بصدد بلورة استراتيجية لديبلوماسية اقتصادية موجهة نحو أقطاب جهوية في القارة الإفريقية، معتبرا ذلك من أولويات وزارة الخارجية اليوم لتسهيل الاستثمار والتبادل بين المغرب وبلدان القارة الإفريقية، مشددا على أن المغرب عازم على استغلال كل الإمكانيات لجعل شراكته مع إفريقيا شراكة نموذجية قادرة على خلق فرص الشغل والنماء. المغرب له علاقات تعاون مع 40 دولة إفريقية وأكثر من 500 اتفاقية شراكة، فضلا عن الحضور الوازن للقطاع الخاص المغربي في بلدان القارة السمراء، ومشاركته في خلق مشاريع تنموية في مختلف القطاعات. المملكة المغربية عازمة أيضا على بذل كل الجهود لضمان السلم والاستقرار في منطقة الساحل التي باتت تتهددها تحديات أمنية مقلقة. وأعطى محمد بنعمور، رئيس جمعية التنمية والتضامن المنظمة للمنتدى لمحة عن الإمكانيات التي تتوفر عليها القارة الإفريقية، حيث تختزن ثلث الثروات المعدنية في الكوكب، و10 بالمائة من المخزون البترولي العالمي. فضلا عن مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة والأراضي الصالحة للري، حتى أنه لن يمكن إطعام سكان الكرة الأرضية في المستقبل دون الاعتماد على إمكانيات القارة الإفريقية. العنصر البشري في إفريقيا لا يقل أهمية عن المؤهلات الطبيعية. إفريقيا تضم اليوم ما يناهز 900 ألف نسمة، وعدد سكانها سيصل الملياري نسمة في أفق سنة 2050. في وقت تعيش فيه اقتصاديات دول كبرى صعوبات بالغة وعجزا كبيرا في النمو، تمكنت بلدان القارة من تحقيق نسبة نمو تعادل 5 بالمائة. نسبة النمو هاته مهمة جدا اليوم لأنها لم تتحقق من خلال استغلال الثروات الطبيعية والمواد الأولية فقط كما كان الشأن في الماضي، بل بفضل قطاعات اقتصادية عصرية ومتطورة مثل الأبناك والخدمات والتأمينات. إفريقيا اليوم ليست قارة المشاكل بقدر ما هي قارة الحلول والمستقبل المشرق.