للحصول على تأشيرة دخول إلى التراب الغابوني، عليك أن تقدم طلبا إلى سفارة الغابون في الرباط، وتبين سبب الزيارة التي على ضوئها، تعد ملف الفيزا، لكن إذا تعلق الأمر بزيارة مشجع مغربي إلى هذا البلد، فإن الأمر يتطلب جواز سفر صالح للاستعمال وحجزا بفندق وصورا شمسية وتأمين الأسفار ورسوم التأشيرة. لكن كثيرا من مشجعي المنتخب المغربي اعتقدوا أن التذكرة تضمن السفر جوا من الدارالبيضاء إلى ليبروفيل ودخول التراب الغابوني والإقامة، لذا منع بعض المشجعين من ركوب طائرة الخطوط الجوية في الدارالبيضاء إلا بعد التوصل بفاكس من سفارة المغرب في ليبروفيل. منع كل من البهجة وفلاح ورشيق وهم من أشهر قارعي الطبول في الملاعب، من مغادرة المغرب لأنهم لا يتوفرون على تأشيرة،واضطروا إلى العودة إلى الدارالبيضاء للمبيت في أحد الفنادق التي يديرها رجاوي متعاطف مع أصحاب الطبول فأعطيت تعليمات بمجانية المبيت. بينما تمكن في رحلة سابقة المشجع المراكشي ميدي الشهير بكوجاك من السفر دون الحاجة إلى الفيزا وظل يردد بلكنة مراكشية عبارته «الفيزا في القلب»، بعد أن سانده مجموعة من الصحافيين المغاربة الذين رافقوه في نفس الرحلة. لكن حين وصل كثير من المغاربة إلى مطار ليبروفيل الدولي، بدأت محنة التأشيرة الحقيقية، فكثير منهم قضوا ليلتهم ممدين على كراسي غير بعيد عن غرف التفتيش والمراقبة، إلى أن أثمرت جهود السفارة المغربية، وتمكنت بتدخل من وزارة الداخلية الغابونية من السماح لهم بدخول العاصمة، مع تحديد نطاق تحركاتهم بين مقر السكن الذي تبرع به أحد المهاجرين المغاربة والملعب، وفي أحسن الأحوال الفندق الذي يقيم به المنتخب المغربي. يقضي أعضاء السفارة المغربية على قلتهم، وقتا كبيرا في إنهاء مشاكل الوافدين على العاصمة ليبروفيل، منهم من لا يحمل تأشيرة ومن حمل تأشيرة لا يحمل دفترا للفحص الطبي، منهم من لا يحمل إلا حقيبة يد وجواز سفر ورقم هاتف للطوارئ. بسبب التأشيرة اضطر كثير من الصحافيين إلى البقاء في المغرب، كي لا يقضوا لياليهم ممددين على كراسي المطار في انتظار تدخل ديبلوماسي، ومنهم من خذله الاعتماد الرسمي من اللجنة المنظمة، ومنهم من استحضر وفاة زكريا الزروالي ليجد مبررا للإفلات من عقاب القارة السمراء.