توقع كريستوفر روس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، أن تشهد المفاوضات غير الرسمية المقبلة بين المغرب وجبهة البوليساريو انفراجا في ظل الربيع العربي الحالي وما عرفته المنطقة العربية من تطورات في الأشهر الماضية. وتمنى روس أن تنعكس الأحداث التي شهدها العالم العربي، منذ مستهل السنة الماضية، إيجابا على دفع طرفي النزاع إلى القدوم «بجدية أكبر» إلى الجولة التاسعة من المشاورات غير الرسمية بينهما، والتي من المنتظر أن تحتضنها مانهاست، ضواحي مدينة نيويوركالأمريكية برعاية روس نفسه. وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الخاص للصحراء، في تصريح أدلى به مساء أول أمس الاثنين، إنه «يمكن أن تدفع الأحداث الأخيرة التي عرفتها المنطقة العربية الأطراف المعنية بنزاع الصحراء إلى مباشرة المشاورات المقبلة بجدية أكبر»، وشدد روس على أنه «لم يعد مقبولا أن يستمر هذا النزاع الذي يجثم على المنطقة منذ 37 سنة»، وبدا متفائلا بأن تدفع هذه التطورات الفاعلين الجهويين والدوليين المعنيين إلى الانتباه أخيرا إلى التعبئة «بنشاط أكبر»، من أجل إيجاد حل نهائي لهذا النزاع، الذي طال أمده من خلال تدشين مسلسل تفاوضي جديد تحت رعاية منظمة الأممالمتحدة. وتوقع كريستوفر روس أيضا أن تكون لنتائج الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، التي عرفتها بعض دول المنطقة، في إشارة واضحة إلى الانتخابات، التي أجريت أخيرا بكل من تونس والمغرب، والمتوقعة في ماي المقبل في الجزائر، انعكاسات إيجابية على هذه القضية. وأعلنت منظمة الأممالمتحدة، على لسان الناطقة الرسمية باسمها، فانينا مايستراتشي، قبل أزيد من أسبوع، أن الجولة التاسعة من المفاوضات غير الرسمية الخاصة بقضية الصحراء ستعقد في مطلع شهر فبراير المقبل بمنتجع غرينتري بمانهاست ضواحي مدينة نيويوركالأمريكية، دون أن تحدد تاريخ انطلاق هذه المشاورات، في الوقت الذي ترددت أنباء ترجع عدم تحديد موعد انطلاق الجولة المقبلة من المفاوضات غير الرسمية المتعلقة بالصحراء المغربية إلى ضرورة انتظار التنصيب القانوني للحكومة المغربية الجديدة، التي جاءت بتغييرات على رأس الدبلوماسية المغربية بعد تعيين كل من سعد الدين العثماني، وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون، ويوسف العمراني، وزيرا منتدبا لديه، في ظل توقعات بأن تسند قيادة الوفد المغربي في الجولة المقبلة للعثماني، وينتظر أن يضم الوفد أيضا لأول مرة محند العنصر، وزير الداخلية الجديد. وتأتي الجولة التاسعة، بعد قرابة 8 أشهر على آخر جولة بين الأطراف المعنية بهذه القضية، وهي المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو، في يوليوز الماضي بمانهاست نفسها. ولم تسفر تلك الجولة عن جديد في مواقف البوليساريو، ومعها الجزائر، من مبادرة المغرب القاضية بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، رغم أن مجلس الأمن اعتبر هذه المبادرة «ذات مصداقية».