يستعد البلجيكي إيريك غيريتس لخوض أهم اختبار منذ التحاقه على رأس الجهاز التقني للمنتخب المغربي الأول، من خلال قيادته لاستعادة توهجه القاري الذي غاب عنه في آخر ثلاث نسخ بنسب متفاوتة خاصة أنه سيخوض أول تجربة لدورة تمتد لأزيد من عشرين يوم. وامتص غيريتس حيرة وترقب الرأي العام المغربي الناتجة عن الغموض الذي رافق صفقة التعاقد معه بأرقام فلكية كشفت عنها الصحافة الفلامانية البلجيكية التي تربطها علاقات متقدمة مع التقني البلجيكي بعد أن ساعدته رباعية مباراة الجزائر لرابع مارس المنصرم في رسم صورة مقبولة إلى حد كبير. حافظ إيريك غيريتس على أعصابه هادئة وروحه المرحة على الرغم من الصرامة التي تبدو على تقاسيم وجهه من خلال سعي حثيث للابقاء على مزاجه هادئا منذ استلامه قبل عام مسؤولية الإشراف على المنتخب الوطني بموجب عقد يمتد لثلاث سنوات. حظي غيريتس بثقة ودفاع رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري في جميع مراحل التعاقد وما تبع الإشراف الرسمي إلى درجة التنويه بإدارة ملف عادل تاعرابت بعد مغادرته تجمع المنتخب الوطني عشية مباراة الجزائر. يبدو غيريتس(أسد ريكيم)، رغم ما رافق محطة دوري «إل جي» والتأهل الصعب أمام تنزانيا، متفائلا في أهم اختبار رسمي رفقة منتخب وطني، وهي تجربة أولى في مشوار هذا المدرب الذي ارتبط كليا بعوالم الفرق و الأندية التي دربها من خلال مسيرة حافلة تتحدث عنها محطات بارزة في مشواره. زاوج التقني البلجيكي بين التفاؤل والاحتياط في خروجه الإعلامي الذي يسبق موقعة ليبروفيل مفتاح الترشح للدور الثاني، حيث لم يتخل أيضا عن أسلوب الهجوم أفضل وسيلة للدفاع بتركيزه على ثوابته البشرية في رد على كم الأسئلة المرتبطة باستدعاء أسماء بعينها لكنه كيفما كان الحال تجاوز لغته السابقة حينما رد سابقا عن سؤال أسباب غياب منير الحمداوي بالقول»بالمغرب يوجد 50 مليون مدرب». ولد ايريك غيرتس في مدينة ريكيم البلجيكية عام 1954 وبالضبط يوم 15 ماي وكان مشواره كلاعب ناجحا سواء ببلجيكا أو الجارة هولندا. وتلطخ اسم غيريتس كلاعب بعد أن تورط في فضيحة تلاعب اشتهرت باسم»ستنادار-واترشاي»أو «بيلمانس» وهو القاضي الذي تولى التحقيق بعد أن تم اكتشاف القضية عن طريق الصدفة وليس بعد شكاية وهو ما يفسر عدم إنزال ستاندار إلى القسم الثاني غيريتس تجاوز هذه «الفضيحة» معترفا بالخطأ الذي ارتكبه في مرحلة الشباب. بعد أن تعرض لعقوبة سيكون غيرتس في عام 1997 نجم الموسم في بلجيكا بعد قيادته فريق لييرس المغمور إلى لقب بطولة بلجيكا محققا إنجازا تاريخيا للفريق ثم ذهب إلى بروج البلجيكي ليتوج معه بالبطولة. وتابع غيرتس مسار الانتصارات وهذه المرة خارج بلجيكا بعد أن قاد أيندهوفن إلى لقب الدوري الهولندي مرتين وتابع نجاحه في المانيا مع كايزسلاوتن. وفي تركيا مع غالطه سراي وفي فرنسا رفقة مارسيليا وانتهى به المطاف في المملكة السعودية قائدا للهلال الى منصة التتويج بعد غياب طويل وحقق معه الدوري السعودي في 2010 وحقق أيضا بطولة كأس ولي العهد وذلك بعد أربعة اسابيع تقريبا من حصوله على بطولة الدوري وعقده يمتد إلى 2011 قبل أن يرتبط رفقة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بعقد أربع سنوات. واعترف إريك غيريتس الذي فرض مساعده السابق بلانس دومينيك كوبرلي مساعدا تولى تدريب المنتخب ب»الريمونت كونترول» في مباراتين ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 بأنه يفضل العرض المادي على قيمة الفريق الذي يتعاقد معه من خلال تجاربه السابقة كما أنه رفض الإفصاح عن أجره الشهري فيما تشير تسريبات الجامعة بأنه سيرفع عائداته لتصل للرقم الفلكي الذي نشرته الصحافة البلجيكية الفلامانية من خلال قائمة المنح المرتبطة بالأهداف المراد تحقيقها يعرف غيريتس أن حظه سعيدا في حال اقترن أول نزال رسمي بأمم إفريقيا بانتصار معنوي على تونس التي فازت على المغرب في آخر لقاء بينهما ضمن هذه المنافسة في نهائي 2004 ، ويصر غيريتس على التأكيد بأنه ذاهب للغابون ليس بثوب الفريق المرشح مفضلا الحديث عن طموح الفوز باللقب رغم أنه أوضح بأن عدم التتويج لا يعني فسخ عقده في ظل ضبابية تفاصيل العقد الذي يربطه بالجامعة وسيكون أمام غيريتس اختبار تأكيد أن خيار الاستعداد في جو بارد بماربيا السياحية سيكون مفيدا للمنتخب الوطني الذي سيلعب في جو حار ودرجة رطوبة عالية رغم أنه قدم عدة تفسيرات لسبب هذا مرجعا ذلك لتجربته كلاعب دولي رفقة منتخب بلجيكا قبل المشاركة في المونديال ببلدان ذات الحرارة العالية.