بينما يترقب عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم المباراة المقررة الأربعاء بين ريال مدريد وبرشلونة في ذهاب دور الربع لمسابقة كأس ملك إسبانيا، لم تعد مباراة الكلاسيكو الأولى بين الفريقين في عام 2012 هي الشاغل الأبرز لمشجعي برشلونة حيث يترقب أنصار الفريق الكتالوني قراراً يعتبرونه أكثر أهمية. ويترقب مشجعو برشلونة أن يعلن المدرب غوسيب غوارديولا المدير الفني للفريق خلال الفترة القصيرة المقبلة قراره بشأن تجديد عقده مع النادي حيث يمتد العقد حتى نهاية الموسم الحالي فقط. وأكدت وسائل الإعلام الإسبانية على مدار الأسبوعين الماضيين أنه من المرجح أن يحسم غوارديولا موقفه في غضون الفترة القصيرة المقبلة كما يرجح أنصار النادي الكتالوني أن يستمر غوارديولا مع الفريق وأن يمدد عقده حتى نهاية الموسم المقبل، مثلما دأب في الماضي على التجديد لموسم واحد فقط. غوارديولا الأفضل وقاد غوارديولا «41 عاما» فريق برشلونة إلى أنجح الفترات على مدار تاريخ النادي حيث فاز مع الفريق بألقاب 15 من 18 بطولة خاضها منذ أن تولى مسؤولية الفريق في 2008. ولم يكن غريباً أن يحصل غوارديولا على جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2011 خلال حفل توزيع جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منتصف الأسبوع الماضي، حيث قاد غوارديولا الفريق للفوز بخمسة من ستة ألقاب أتيحت أمامه في عام 2011. وتوج الفريق بألقاب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأسي السوبر الإسباني والأوروبي وكأس العالم للأندية بينما سقط أمام منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد في المباراة النهائية لبطولة كأس ملك إسبانيا. ولم تكن مفاجأة أيضا أن يؤكد المشجعون رغبتهم في استمرار غوارديولا مديراً فنيا للفريق. وحرص ساندرو روسيل رئيس النادي في أكثر من مناسبة على تقديم عرض إلى غوارديولا لتوقيع عقد طويل المدى، ولكن غوارديولا كان يفضل دائماً أن يتعاقد لمدة موسم واحد فقط على أن يجدد موسماً بآخر. القلق يسيطر على كاطالونيا في الوقت نفسه، لم يعد القلق بشأن تجديد عقد غوارديولا هو فقط ما يشغل مشجعي برشلونة قبل مباراة الكلاسيكو على ملعب»سانتياغو برنابيو» بالعاصمة الإسبانية مدريد، بل يرى المشجعون أيضا أن الفريق يحتاج إلى التعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية في يناير الحالي. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «سبورت» الكتالونية ونشرت نتيجته السبت الماضي أن 62 بالمئة من قراء الصحيفة يرون أن برشلونة يحتاج للتعاقد على الأقل مع مدافع جديد بعد الإصابة التي تعرض لها اللاعب الشاب أندريو فونتاس بقطع في الرباط الصليبي للركبة اليمنى والتي ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم الحالي. وتعرض فونتاس «22 عاما» لهذه الإصابة خلال مباراة الفريق الخميس الماضي والتي حقق فيها برشلونة الفوز 2 - 1 على أوساسونا في طريقه إلى دور الثمانية لكأس إسبانيا. وتقلص عدد اللاعبين الجاهزين في صفوف برشلونة إلى 15 لاعبا فقط بعدما انضم فونتاس لقائمة الإصابات بالفريق والتي تضم أيضا كلا من المهاجم الإسباني الدولي دافيد فيا ولاعب خط الوسط الهولندي إبراهيم أفلاي اللذين يغيبان لفترة طويلة عن صفوف الفريق، بينما يغيب زميلهما المهاجم بيدرو رودريغيز عن صفوف الفريق لمدة أسبوعين بسبب شد في عضلة الفخذ مما يعني غيابه عن صفوف برشلونة في مباراتي الكلاسيكو بكأس إسبانيا والمقررتين الأربعاء ذهابا والأربعاء التالي إياباً. كما يفتقد برشلونة في الفترة المقبلة جهود لاعب خط وسطه المتألق سيدو كيتا لمشاركته مع منتخب مالي في بطولة كأس الأمم الإفريقية المقررة في غينيا الاستوائية والغابون من يناير الحالي إلى فبراير المقبل، وبخلاف ذلك، رحل اللاعب البرازيلي ماكسويل ظهير أيسر الفريق إلى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي الأربعاء الماضي. التدعيم هو الحل أشارت العديد من وسائل الإعلام إلى أن برشلونة يحتاج بالفعل لتدعيم صفوفه بلاعبين اثنين على الأقل خلال فترة الانتقالات الجارية وهو ما ساندته استطلاعات الرأي على الأنترنت ومنتديات المشجعين. ورغم ذلك، أكد غوارديولا بعد إصابة فونتاس أنه يفضل منح الفرصة للاعبين المتواجدين بمدرسة الناشئين والشباب في النادي والتي تعرف باسم «لماسيا» على إبرام صفقات جديدة لضم لاعبين من خارج النادي. وقال غوارديولا: «أثق كثيرا في اللاعبين الشبان، قلت ذلك مرارا، ليست فكرة جيدة أن نتجه لسوق الانتقالات في هذه الفترة من الموسم كما لا نملك المال الكافي، سنعتمد على ما لدينا حتى النهاية سواء فزنا أو خسرنا». ورغم عدم اعتماد غوارديولا على وجوه جديدة في مباراة ريال بيتيس الأحد الماضي والتي انتهت بفوز الفريق 4 - 2 ضمن رحلة الدفاع عن لقبه في الدوري الإسباني، قد يلجأ غوارديولا لعنصر المفاجأة أمام الريال في مباراة الفريقين اليوم وفي مباراة الإياب الأربعاء المقبل. وعلى مدار مسيرته مع برشلونة، في المواسم الثلاثة الماضية والموسم الحالي، لم يبرم غوارديولا حتى الآن سوى صفقة واحدة في الانتقالات الشتوية وهي صفقة التعاقد مع أفلاي من أيندهوفن الهولندي في يناير 2010. وذكرت صحيفة «سبورت» أن غوارديولا لديه «ثقة عمياء» في اللاعبين الشبان الذين يلعبون حاليا في صفوف الفريق الثاني للنادي والذي ينافس في دوري الدرجة الثانية. وأوضحت صحيفة «موندو ديبورتيفو» أن اللاعبين الشبان الذين يمكن لغوارديولا الاستعانة بهم هم الظهير الأيمن مارتين مونتويا وقلبي الدفاع ماركا بارترا ومارك ميونيسا ولاعبي خط الوسط سيرجي روبرتو وجوناثان دوس سانتوس إضافة للمهاجمين جيرارد ديولوفيو وإيساك كوينكا، علما بأن كوينكا سبق له المشاركة مع الفريق في أكثر من مباراة وكان آخرها أمام بيتيس. غوارديولا يفضل «لماسيا» اعتمدت سياسة غوارديولا دائماً على منح الفرصة للشباب الصاعدين من «لماسيا» قبل النظر إلى التعاقد مع لاعبين من خارج النادي. ويأتي سيرخيو بوسكيتس وبدرو رودريغيز نجماً الفريق في مقدمة اللاعبين الذين صعد بهم غوارديولا من «لماسيا» على مدار الفترة التي تولى فيها تدريب الفريق، وساهم اللاعبان مع المنتخب الإسباني في الفوز بلقب كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. كما نجح غوارديولا في تصعيد لاعبين آخرين انتقلوا لأندية أخرى مثل ألبرتو بوتيا (سبورتنغ خيخون الإسباني) وأوريول روميو (تشيلسي الإنكليزي) وتشافي توراس (ليفانتي الإسباني) ونوليتو (بنفيكا البرتغالي) وجوناثان سوريانو الذي يقترب من الانتقال لتشيلسي. كما أصر غوارديولا على استعادة إثنين من نجوم قطاع الشباب بالنادي الكتالوني وهما جيرارد بيكيه وسيسك فابريغاس بعد سنوات من رحيلهما إلى مانشستر يونايتد وأرسنال الإنجليزيين على الترتيب معللا ذلك بأن كلا من اللاعبين تعلم أسلوب الاستحواذ على الكرة منذ أن كان في العاشرة من عمره وهو الأسلوب الذي يميز برشلونة عن غيره من الفرق. وكانت ثمرة هذه السياسة التي انتهجها غوارديولا، في الاعتماد على أبناء النادي، واضحة في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2011 للأندية باليابان والتي فاز فيها الفريق 4 - صفر على سانتوس البرازيلي حيث ضم التشكيل الأساسي للفريق في هذه المباراة تسعة من أبناء «لماسيا».
ماذا تغير في برشلونة بعد الكلاسيكو الماضي؟ ينتقل فريق برشلونة في ال18 من الشهر الجاري إلى سانتياغو بيرنابيو لخوض مباراة الذهاب في ربع نهائي كأس ملك إسبانيا في نهائي مبكر بين الغريمين الكبيرين. وتحفل المواجهة بين الفريقين كعادتها بالكثير من الأحداث الشيقة المتوقعة، لأن نتيجة المباراة لا يمكن توقعها على الإطلاق، لأن كليهما يملك مفاتيح الفوز، وأسباب الخسارة بين لاعبي الفريقين. ولم يمض وقت طويل على مباراتهما في الدوري، والذي انتهى لمصلحة برشلونة بثلاثية لهدف، في ملعب ريال مدريد، واستطاع ميسي ورفاقه تقليل فارق النقاط الست إلى ثلاث نقاط، قبل أن تتغير الأحوال مرة أخرى ويتسع الفارق بينهما إلى 5 نقاط لمصلحة الميرينغي الملكي. ولكن نتساءل هنا.. هل حدث أي تغير في برشلونة منذ مباراة ذهاب الدوري يمكن أن يؤثر في كلاسيكو اليوم؟ أم أن الأمور بقيت على حالها، وبالتالي يدخل البارصا المباراة وهو المرشح الأوفر حظاً بالفوز.. على مستوى الغيابات يعتبر المهاجمان ديفيد فيا وبيدرو رودريغيز أبرز الغائبين عن تشكيلة بيب غوارديولا، فالأول تعرض لكسر للساق في بطولة العالم للأندية وسيغيب طويلاً، فيما تعرض الأخر لإصابة ستغيبه عن الذهاب، لذا فقد غوارديولا اثنين مهمين من لاعبي المقدمة، وإن لم يكن يعتمد عليهما في أغلب المباريات أساسيين، إلا أن جلوسهما على مقاعد البدلاء كان يعطي المدرب الشاب الحلول التي يريدها. وفي خط الدفاع، غادر البرازيلي ماكسويل إلى باريس سان جيرمان، وهو المدافع الذي لم يلعب كثيراً هذا الموسم، لكن الإصابات المتكررة التي يعاني منها الفريق كانت تستدعي مشاركته في بعض المباريات، وهذا يعني أيضاً نقصاً آخر في خط آخر من خطوط اللعب. أما في خط الوسط الزاخر بالنجوم، يأتي غياب لاعب الارتكاز سيدو كيتا الذي غادر الفريق للالتحاق بمنتخب بلاده المشارك في بطولة أمم إفريقيا، ما يجعل الحلول الدفاعية التي يلجأ إليها غوارديولا في بعض المباريات الصعبة للحفاظ على تقدمه في أوقات المباراة الأخيرة، في مأزق. هذه أبرز التغيرات في التشكيلة، ونأتي إلى النتائج بعد الكلاسيكو، خاض النادي الكاتالوني مباراتين بعد الكلاسيكو، الأولى خرج منها متعادلاً مع اسبانيول 1-1، بعد مباراة عانى فيها ميسي ورفاقه كثيراً، والثانية مع ريال بيتيس الذي كاد يقهر بيب ورفاقه في كامب نو، لولا تسرع اللاعبين، وطرد أحدهم للتحول النتيجة من التعادل 2-2 إلى فوز برشلوني 4-2.