احتج ما يقرب من 5000 مواطن في قرية «كيكو»، طيلة يوم أول أمس الاثنين، في الطريق الرئيسية الرابطة بين مدينة صفرو ومدينة بولمان، للمطالبة بإخراج بلدتهم من «النسيان». وقد عمد المحتجون إلى إعلان جل مرافق البلدة في حالة إضراب. وشمل هذا الاحتجاج أصحاب النقل المزدوج، سيارات الأجرة وأصحاب المحلات التجارية، وشارك فيه موظفون ينتمون إلى مختلف الإطارات النقابية والحزبية في البلدة. ولم تمنع الثلوج والتساقطات المطرية الساكنة من مواصلة الاحتجاج إلى وقت متأخر من الليل. وأسفر الاحتجاج عن «عرقلة» حركة السير، دون أن يسجل أي تدخل أمني في حق المحتجين. وقد ارتبط ذكر البلدة، في الأيام الماضية، في الصحافة المكتوبة وفي المواقع الإلكترونية، بحادث وضع سيدة مولودها على متن دراجة نارية ثلاثية العجلات (تريبورتور) بسبب «إهمال» في المستوصف الوحيد في المنطقة، بعدما اضطرت إلى قطع مسافة تقارب 16 كيلومترا للوصول من دوارها إلى المركز. وعادت البلدة إلى الواجهة بهذه الاحتجاجات، التي تطالب بإصلاح أوضاعها وبإلحاقها بمدينة إفران، عوض الإبقاء عليها تابعة للنفوذ الترابي لإقليم بولمان. وتعتبر المنطقة من أهم المناطق الفلاحية في الجهة. وتطالب الساكنة بإحداث معامل ومصانع ومحلات تخزين تُمكّن من التشغيل ومن تنمية البلدة. وتُعرَف المنطقة بإنتاج البطاطس والبصل والأغنا وبتوفرها على فرشة مائية مهمة. وتنتج البلدة كذلك أنواعا من الأصواف، ما دفع الساكنة إلى المطالبة بخلق معامل للنسيج فيها، لمواكبة هذا الإنتاج وللتخفيف من حدة البطالة التي تجثم على أنفاس شبان البلدة، والذين لا يجدون أي متنفس أمامهم بعد إغلاق دار الشباب الوحيدة في المنطقة. وتعاني بنية البلدة التحتية من هشاشة. ويتحدث السكان عن غياب شبكتي تصريف مجاري الواد الحار، ما يجعل أهلها يخجلون من استقبال ضيوف من خارج البلدة، ويطالب السكان بتوسيع كهربة الأحياء وبإصلاح الأزقة المحفرة. ويقول السكان إن مساحات شاسعة من الغابة المحيطة بهم تتعرض ل»استنزاف» لتوفير الحطب والأخشاب لمناطق أخرى، دون أن تظهر عائدات هذا «الاستنزاف» على البنيات التحتية للمنطقة. وينتقد المحتجون أداء جماعتهم القروية ويطالبون بإطْلاع الرأي العام على نتائج تحقيقات المجلس الأعلى للحسابات الخاصة بهذه الجماعة وبعدم تنفيذ السلطات المحلية نتائج سلسلة من الحوارات معهم، ومن ضمنها تخفيض سعر استهلاك الكهرباء والماء، وتوفير محطة طرقية وبناء مجزرة عصرية وتهيئة السوق الأسبوعي وتأهيل المركز الصحي وتوفير سيارة لنقل الأموات وتوفير التدفئة داخل المؤسسات التعليمية والحد من الخصاص المهول في المدرسين وتعميم النقل المدرسي.