شهد دوار بناصر الصفيحي في مدينة تمارة، يوم الجمعة الماضي، مطاردة مثيرة لرجال الأمن، استهدفت عصابة إجرامية خطيرة تتكون من ثلاثة عناصر، يتحدر اثنان منهم من أسرة واحدة تقطن بنفس الدوار. وحسب ما أكدت مصادر «المساء»، فإن المصالح الأمنية التابعة للأمن الإقليمي في عمالة الصخيرات -تمارة، وبتعليمات من النيابة العامة في المحكمة الابتدائية لتمارة، تمكنت من توقيف متهمين ومساعد ثالث وتقديمهم للعدالة بتُهم خطيرة، أهمها محاولة القتل والترامي على ملك الغير والدولة وإهانة موظفين أثناء تأدية عملهم، بمن فيهم رجال السلطة، وكذا عرقلة تدخلات السلطات المحلية والمصالح الأمنية والاعتداء عليها ومحاولة إضرام النار وتُهم أخرى. وأكد المصدر نفسه أن المتهمين الثلاثة ظلوا يتزعمون جبهة رافضة لكل المساعي المبذولة من طرف السلطات المحلية والوزارة الوصية على قطاع الإسكان للحد من ظاهرة «تناسل» البراريك الصفيحية في دواوير تمارة. وأضاف المصدر ذاته أن المتهمين اعتبروا الدواوير الصفيحية المذكورة بمثابة «محمية» لهم تخضع لقوانين خاصة بهم، حيث يقومون بعرض مساحات فارغة على الراغبين في تملك «براكة قصديرية» في الدوار، بهدف ضمان مكان له ضمن سجلات الإحصاء من أجل الاستفادة. وأشار المصدر نفسه إلى أن بطش أفراد العصابة الإجرامية قد امتد إلى الكثير من الأحياء المحاذية للدواوير، على رأسها «بناصر» و»بلمكي»، اللذين يعتبرونهما «معقلا» لهم، حيث ينفّذون عمليات السرقة واعتداءات بالسلاح الأبيض ضد كل المسؤولين المحليين والإقليمين، الذين يتدخلون للحد من «تفريخ» البراريك. وأكدت مصادر «المساء» أنه سبق أن جرت مواجهات قوية بين أفراد العصابة ورجال السلطة دفع بهذه الأخيرة إلى الفرار مخافة الاعتداء عليها بالأسلحة البيضاء والحجارة كوسائل هجوم يلجأ إليها أفراد العصابة وقاطنو الدوار، الذين يساندون المتهمين الثلاثة ضد السلطات المحلية، خشية من بطشهم وإفراغهم من مساكنهم. من جهة أخرى، أكدت مصادر «المساء» أن مواطنا يتحدر من دوار بناصر ما يزال يرقد في المستشفى إثر تعرضه لطعنة قوية في القلب من طرف أحد أفراد العصابة، حيث واجهه أحدهم بقوة من خلال التنكيل به بسلاح أبيض، مخلفا جرحا عميقا في صدره، استدعى نقله على الفور إلى المستعجلات. وحسب نفس المصادر، فإن متزعم المجموعة «المتمردة» قام، في شهر رمضان الماضي، بحرق نفسه داخل مكتب قائد المقاطعة الثامنة، بهدف إلصاق التهمة به، إلا أنه داهمه بغتة قبل تنفيذه فعله. وأضافت المصادر ذاتها أنه تم توقيف زعيم العصابة إثر تربصه بالموكب الملكي في إحدى زيارات الملك لتمارة، وتم تقديمه للعدالة، حيث صدر في حقه الحكم بثلاثة أشهر حبسا نافذة. ومن جانبهم، تساءل المتتبعون للشأن المحلي في تمارة عن أسباب تأخر السلطات المحلية والإقليمية في توقيف أفراد العصابة المذكورة، رغم الممارسات اليومية التي كانوا يقدمون عليها وبشكل يومي أمام أعين أعوان السلطة والمصالح الأمنية، وهو الأمر الذي اعتبروه استخفافا بالتزامات الدولة والوزارة الوصية في إيقاف «نزيف» البراريك والدواوير الصفيحية، الذي حول مدينة تمارة إلى معقل لدور الصفيح وإلى ثاني مدينة في المغرب، بعد الدارالبيضاء، من حيث عدد الدواوير الصفيحية.