أثار الأكاديمي الأمريكي فلاج ميلر في حوار له مع وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» الشك في حقيقة الصورة التي رسمها الغرب لشخصية أسامة بن لادن ولتنظيم القاعدة. واعتبر ميلر أن الغرب جعل من شخصية بن لادن أسطورة، ضخمتها وسائل الإعلام والحكومات الغربية بشكل مبالغ فيه. رؤية ميلر، المتخصص في شؤون الإسلام بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، جاءت بعد سنوات قضاها في التحليل والتحقيق في عشرات التسجيلات الصوتية والمرئية لزعيم تنظيم القاعدة، كانت قد صودرت في عملية عسكرية في أفغانستان سنة 2003، وشملت نحو 1500 تسجيل صوتي حول الدين والسياسة. وقال الخبير الأمريكي إن الدول الغربية «تتخيل أنها شبكة منظمة للغاية تضم أفرادا من شتى أنحاء العالم يقودهم بن لادن»، ولكن، يقول الأكاديمي «لم تلاحظ هذه الفكرة من خلال التسجيلات»، مؤكدا أنه تبين له فيها وجود اختلافات بين أسامة بن لادن ورفاقه حول تفسيرهم لبعض المفاهيم الإسلامية. واعتبر ميلر أن الجماعات الإرهابية الأخرى تستفيد من اللغة والمفاهيم التي تطلقها السلطات الأمريكية حول تنظيم القاعدة، موضحا أن «الإرهابيين يتصرفون الآن وفقا للمفهوم الذي صاغه الغرب عنهم». وكان ميلر قد انتقد في تحليل له بمجلة «لانغواتش أن كومنيكايشن» في عددها الصادر هذا الشهر الطريقة التي تستخدمها وسائل الإعلام الغربية في الكتابة حول القاعدة، «إذ لا تساعد هذه الأدبيات على فهم المشكلة جيدا»، مؤكدا في نفس الوقت أن «هناك أفكاراً أخرى لا تصل إلى الناس الذين من شأنهم معرفة ما يجري حولهم». في نفس السياق، قال الأكاديمي الأمريكي إنه يؤيد التشجيع على الحوار بين الثقافات، مشيرا إلى مبادرة «تحالف الحضارات» التي نادى بها رئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، ومؤكدا أن هذه الفكرة أكثر أهمية من ذي قبل.