تعرض 16 تلميذا يدرسون في مؤسسة خاصة في الدارالبيضاء لحالات إغماء بعد استنشاقهم غازا تجهل طبيعته. وحسب شهادة أحد التلاميذ، فإن تفاصيل الحادث تعود إلى أن أحد أباء التلاميذ جاء إلى المدرسة زوال أول أمس الثلاثاء في حالة هستيرية متّهماً أحد أقسام الثالثة من التعليم الإعدادي بالاعتداء على ابنه بالضرب بالعصي رفقة زملاء له. وأثناء «هيجان» الأب ومحاولته الانتقام لابنه ومحاولة موظفين تهدئته من طرف موظفي المؤسسة الخاصة، انبعث غاز سقط إثره التلاميذ واثنان من الموظفين نُقلوا بسببه إلى مستعجلات مستشفى سيدي عثمان في الدارالبيضاء بواسطة سيارة النقل المدرسي، يضيف المصدر ذاته. وبعد إصرار أحد الآباء على متابعة الأب المتهجم، قام مدير المدرسة بإبلاغ مصلحة الشرطة في الساعة الخامسة مساء وتم اقتياد التلاميذ إلى مصلحة الديمومة في درب ميلا للإدلاء بشهاداتهم، وهو الأمر الذي خلّف استنكار بعض أوليائهم، حيث تساءل أحد الآباء، لما لم يتم استدعاء الشرطة إلا بعد تدخل أب تلميذ ينتمي إلى مهنة المحاماة؟.. موضحا أن سيارة النقل المدرسي التابعة للمؤسسة نفسها سبق أن تعرضت لهجوم من طرف مجموعة من التلاميذ الذين ينتمون إلى مدرسة عمومية تقوم المؤسسة الخاصة ب»الانتقال» إليها لتلقين التلاميذ حصتهم الرياضية، إذ قال المتحدث نفسه إن التلاميذ يدخل في مشاحنات في ما بينهم، في ما يشبه «صراع العصابات»، تطور مؤخرا إلى هجوم تعرضت له سيارة النقل المدرسي وسط الشارع العام، حيث تعرض زجاجها للتكسير بواسطة الحجارة من قبل مجموعة من التلاميذ. وقد أدى الحادث إلى إصابات في صفوف التلاميذ، ولكن رغم ذلك، لم تقم إدارة المؤسسة بإبلاغ الشرطة، يضيف المتحدث نفسه. وفي الوقت الذي اتّهم مدير المؤسسة الشخص المتهجم بتدبير الحادث وتسريب الغاز، نفى هدا الأخير الأمر، مؤكدا -حسب ما صرح به مصدر حضر جلسة الاستماع- أنه جاء للاحتجاج على ضرب ابنه، في ظل عدم تدخل إدارة المؤسسة لحمايته، وأكد المصدر ذاته أن تحقيقا فتح في الحادث لمعرفة مصدر الغاز المتسرب.