انتهت محنة أزيد من 400 مهاجر مغربي ظلوا قابعين طيلة يومين في ميناء «سيت» الفرنسي، بعدما تعذر عليهم السفر إلى طنجة بسبب الحجز الذي تعرضت له باخرة «بلادي» التابعة لشركة «كوماريت» المملوكة لعمدة طنجة السابق، سمير عبد المولى. واضطر المهاجرون إلى المبيت ليلة الخميس – الجمعة في العراء بعدما منعت السلطات المينائية الفرنسية الباخرة «بلادي» من مغادرة الميناء، بسبب ديون مترتبة على «كوماريت» تبلغ 3.2 ملايين أورو، دفعت منها الشركة ما يقارب الثلث، لكنه لم يكن كافيا لرفع الحجز التحفظي عنها. وقال أحمد بادي، مهاجر من مدينة الخميسات، كان مفترضا أن يستقل الباخرة، في اتصال هاتفي مع «المساء»، مساء الجمعة الماضي، إن الرحلة كانت مبرمجة على الساعة السابعة صباحا، لكنهم فوجئوا بمنعهم من ولوج الباخرة، وأخبروا من طرف المسؤولين الفرنسيين بأن الباخرة لن تقوم بالرحلة المقررة بسبب قرار الحجز التحفظي عليها، مما اضطرهم إلى قضاء اليوم والليلة في أجواء باردة، خاصة أنهم ظلوا عالقين في موقف المحطة البحرية، ولم تتدخل إدارة الشركة لتنقلهم على حسابها إلى الفندق كما هو معمول به في مثل هذه الحالات، مما دفع مصالح الصليب الأحمر الفرنسي إلى نصب خيام وتقديم مساعدات للمتضررين وضمنهم عشرات الأطفال. وأضاف المصدر ذاته أنهم حاولوا في بداية الأمر استرجاع المبالغ التي أدوها مقابل الرحلة، والتي تبلغ 450 أورو لرحلة الذهاب، إلا أن مسؤولي الشركة رفضوا ذلك، ليتصلوا بعدها بممثلة القنصلية المغربية في «سيت»، التي أجرت اتصالات مع سمير عبد المولى لم تفض إلى نتيجة. وتدخلت القنصلية المغربية بفرنسا، بتنسيق مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج ووزارتي الشؤون الخارجية والتعاون والتجهيز والنقل، لإيجاد حل لمشكل الركاب، وأسفر ذلك، في وقت لاحق، عن استرجاع تذاكر السفر للركاب، وتمكن بعضهم من السفر على متن بواخر أخرى. على صعيد متصل، قال عبد اللطيف معزوز، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج: «إن الوزارة شكلت خلية استعجالية لتفادي الوقوع في هذا النوع من المشاكل، وأخطرت القنصلية التي قامت بدورها بإخبار شركات الأسفار بالمشكل، في انتظار إيجاد حل بين الشركة ومموليها».