استقبلت بلدية زاوية الشيخ قضاة المجلس الجهوي للحسابات، للمرة الثانية خلال الأيام القليلة الماضية، للنظر في شكايات متتالية للمعارضة ،التي تشكل أغلبية داخل المجلس بوجود اختلالات كبيرة في التسيير . وقد استمع قاضٍ موفد من المجلس الجهوي إلى إفادات المعارضة خلال ست ساعات حل فيها بالبلدية، مقابل ساعتين فقط قضاها قاضيان من المجلس في السنة الماضية، بعدما سبق أن احتج أعضاؤها من حلول قضاة المجلس الجهوي بالبلدية دون الاستماع إلى شهاداتهم ودون تقديمهم حجج اتؤكد صحة شكاياتهم، حسب أعضاء من المعارضة. وقال إبراهيم السملالي، الذي فوضته المعارضة للحديث باسمها وعضو اللجنة المالية داخل المجلس، إن قاضي المجلس الجهوي للحسابات تلقى وثائق كثيرة تفيد وجود اختلالات في التسيير وتلاعبا كبيرا بالمال العام ّطيلة ولاية الرئيس الحالي. كما قال السملالي إن المعارضة تنتظر تفعيل المحاسبة وقرار قضاة المجلس الجهوي للحسابا ، خصوصا بعد الشلل التام الذي شهدته بلدية زاوية الشيخ منذ رفض أول حساب إداري لسنة 2009، ثم رفض مشروع للميزانية لسنة 2011 . وأوضح إبراهيم السملالي أن أسئلة قاضي المجلس الجهوي للحسابات تركزت حول 17 نقطة جاءت كأجوبة على ما تضمنته مذكرة وزير الداخلية في الموضوع، بعد توصل المجلس الجهوي للحسابات بمذكرة من وزير الداخلية تطلب التحقيق في ما يقع في بلدية زاوية الشيخ. وعاين قاضي التحقيق بعض المحطات تهُمّ النقط ال17 التي جاءت في مذكرة وزير الداخلية، منها المحطة الطرقية التي تجاوزت تكلفة انجازها 500 مليون سنتيم، حيث تتهم المعارضة الرئيس بعدم الالتزام بتصميمها وبدفتر تحملاتها ليفوق المبلغ الإجمالي للمشروع التكلفة التي قدمتها الدراسة في اليوم الأول، بحوالي 200 مليون سنتيم، والمدارين الحضريين ،اللذين كلفا 263 مليون سنتيم، كما استفسر عن تعويضات الرئيس وبعض نوابه ومستشارين موالين له استفادوا من مبالغ مالية مهمة بالتزامن مع عيد الأضحى دون أدائهم أي مهام تذكر. وكان ممثل فريق المعارضة في المجلس البلدي قد أكد لقاضي المجلس الجهوي للحسابات عدم اطّلاع المعارضة على الوثائق وفواتير المجلس البلدي، مطالبا بمسح لكل الوثائق المالية وبفحص دقيق لها، على غرار ما تشهده العديد من المجالس الجماعية التي تعرف مشاكل أقل من «الشلل» الذي تعيشه بلدية زاوية الشيخ. ورفض قاضي المجلس الجهوي، وفق ما أفاد إبراهيم السملالي، مناقشة جملة من الاختلالات بدعوى التقيد بما جاء في مذكرة الوزير الموجهة للمجلس الجهوي للحسابات. وكانت مدينة زاوية الشيخ قد شهدت، قبل أسبوع، موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة في تاريخ المدينة، خرج خلالها عشرات آلاف السكان احتجاجا على الوضع الصحي الذي تعرفه المدينة وعلى أجواء التوتر وغياب الخدمات الأساسية، قبل أن يعقد الكاتب العام لولاية الجهة، رفقة رؤساء المصالح، لقاء مع ممثلي المحتجين تمت خلاله الاستجابة لمجموعة من المطالب الآنية ،قبل رفع الاعتصامات وتوقيف الاحتجاجات.