تنظم التنسيقية الوطنية المستقلة للمكفوفين المعطلين الحاملين للشهادات، اليوم السبت، مسيرة احتجاجية تنطلق من أمام مقر وزارة التنمية الاجتماعية في اتجاه البرلمان، باسم «شهيد» التنسيقية، الكفيف الذي توفي متأثرا بالجروح التي أصيب بها في رأسه إثر سقوطه في هوة المصعد الكهربائي في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن أول أمس الخميس. وتشارك في المسيرة تنسيقيات أخرى ومجموعات للمعطلين، منهم المعاقون إعاقات حركية والمعطلون حاملو الشهادات الذين خرجوا، أول أمس الخميس، في مسيرة وصفت ب«الحاشدة»، شارك فيها مئات المعطلين في تنسيقيات الأطر العليا المعطلة وبعض مجموعات المجازين المعطلين، تضامنا مع الفقيد ميلود الحمراوي، عضو التنسيقية الوطنية للمكفوفين وضعاف البصر المعطلين حاملي الشهادات، حيث جابت المسيرة شوارع العاصمة الرباط. وقد رفع المشاركون في المسيرة شعارات تعلن تضامنهم «اللا مشروط» مع الفقيد، مطالبين بفتح تحقيق لمعرفة أسباب الوفاة. وأكد أحمد حريمات، عضو التنسيقية الوطنية للمكفوفين وضعاف البصر، أن ما تضمّنه بيان وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ينطوي على العديد من المغالطات، خاصة تلك التي تتعلق ب«اتهام عناصر التنسيقية بتخريب واجهة الوزارة وإلحاق أضرار بها والاعتداء على حارسي الأمن الخاص بالوزارة، لأن كل هذا القول مجرد افتراء فقط»، يقول حريمات، محمّلا المسؤولية لوزارة التنمية في كل ما وقع، بسبب سياسة «التماطل» «والتلاعب» بمشاعر المكفوفين. وجاء في بلاغ لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن أنّ مقرها قد تعرض، يوم الخميس، لاقتحام من طرف مجموعتين من المكفوفين وضعاف البصر والمعاقين حركيا. إن المقتحمين هم من «غير المتوفرين على الشهادة الدنيا المطلوبة في التوظيف»، من جهة، وآخرين «يطالبون بالتوظيف المباشر بأسلاك الوظيفة العمومية»، من جهة ثانية.. وزادت الوثيقة أن هؤلاء كانوا «مزودين بمواد حارقة وبقنينات غاز البوتان وأدوات حادة». ولم ينف حريمات أن عناصر التنسيقية كانوا محمّلين بقنينات الغاز والمواد الحارقة والولاعات، معتبرا أن كل هذه الأشياء هي آليات «للحماية» بالنسبة إليهم كمكفوفين، مضيفا أنهم يعمدون إلى التهديد بإضرام النار في أنفسهم للحيلولة دون تعرضهم لأي تدخل عنيف، لأنهم غير قادرين على المقاومة والدفاع عن أنفسهم، فأغلبهم من المكفوفين. كما نفى المصدر نفسه أن يكون أي فرد منهم قد اعتدى على أي رجل أمن خاص بالوزارة. كما اتهم بلاغ الوزارة المقتحمين ب»تكسير المدخل الرئيسي للوزارة»، وهو ما نفاه حريمات، مطالبا بفتح تحقيق في هذا الأمر، لأن المكفوفين لا يبصرون ويستحيل عليهم تنفيذ أي أعمال تخريبية.