كشفت مصادر حزبية بمجلس مدينة الرباط أن صراعا شرسا يدور بين عدد من الجهات حول عملية تفويت وعاء عقاري يوجد بالقرب من المجمع التجاري «ميغا مول» بالرباط تناهز مساحته 8000 متر مربع، مشيرة إلى أن جهات نافذة تمارس ضغوطا على مسؤولي مجلس عمالة الرباط من أجل الحصول على ذلك الوعاء العقاري ووفق ما أكدته مصادر «المساء»، فإن بعض الشخصيات القطرية حاولت في وقت سابق الحصول على هذه البقعة الأرضية بثمن زهيد من أجل بناء مقر تابع للمصالح الدبلوماسية لدولة قطر، قبل أن تدخل على الخط شخصيات مغربية نافذة مارست ضغوطا على مجلس عمالة الرباط لتفويت هذه الأرض بقيمة مالية لا تتجاوز 1000 درهم للمتر المربع، علما أن تقرير خبرة تم إجراؤه سنة 2010 حدد السعر الأدنى في 6000 درهم للمتر المربع، وهو ما يعني أن هذه العملية ستكبد العاصمة خسائر تفوق أربعة ملايير سنتيم. وحسب المصادر ذاتها، فإن هذه الجهات تسابق الوقت من أجل تسريع عملية الحصول على هذه البقعة المحاذية لسفارة الجزائر بطريق زعير بالرباط قبل تشكيل حكومة عبد الإله بنكيران، مشيرة، من جهة أخرى، إلى أن ضغوطات قوية مورست على مسؤولي مجلس عمالة الرباط لتمرير هذه «الهدية السخية» في أقرب وقت وفي سرية تامة. هذا، ولم تتمكن «المساء» من الحصول على تعقيب من عبد القادر تاتو، رئيس مجلس عمالة الرباط، رغم محاولاتنا المتكررة صباح أمس، إذ ظل هاتفه خارج الخدمة طيلة زوال أول أمس الثلاثاء. وكانت عدة بقع أرضية بمدينة الرباط قد أصبحت محط أطماع عدد من الأسماء، ومنها ست قطع أرضية تقع بالقرب من مسجد لالة سكينة بالرباط، تمتد على مساحة تقدر بأربعة هكتارات، بعد أن راج في وقت سابق الحديث عن قرب تحويلها إلى مشروع عقاري رغم أنها في ملك مجلس عمالة الرباط. وكان الملك الراحل، الحسن الثاني، قد أوصى بعد تشييد مسجد لالة سكينة من ماله الخاص بأن تبقى تلك الأراضي التي تتراوح مساحة كل واحدة منها مابين 1500 و1900 متر مربع في منطقة السويسي الراقية مناطق خضراء، وعلى هذا الأساس تم نقل ملكيتها من بنك المغرب إلى مجلس عمالة الرباط.