ألغى الوداد الرياضي مباراته الودية التي كانت مقررة أمس، بملعب بنجلون أمام فريق الراك تحضيرا لمباراة «الديربي» التي ستجمعه السبت المقبل بغريمه التقليدي الرجاء في الدورة الرابعة عشرة من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم. ولم يكشف الفريق سبب إلغائه للمباراة، في الوقت الذي قالت فيه مصادر مطلعة، إن المدرب السويسري ميشيل دوكاستيل، قرر إلغاءها تجنبا لحدوث إصابات بين اللاعبين، ومن أجل الحفاظ على تركيزهم، مبرزة أن الهزيمة أمام حسنية أكادير الأحد الماضي في الدورة الثالثة عشرة ساهمت بدورها في قرار الإلغاء. إلغاء هذه المباراة، يكشف بحسب المصادر نفسها حالة التخبط التي يعيشها الفريق «الأحمر»، فبعد أن تم الإعلان عنها في الموقع الرسمي للفريق، فإن المكتب المسير للوداد لم يكلف نفسه عناء الإعلان عن أسباب التأجيل. وإذا كان الوداد يستعد لمباراة «الديربي» وسط أجواء مشحونة، فإن الفريق سيكون عليه أن يتجاوز الكثير من مشاكله قبل مباراة السبت المقبل. أول هذه المشاكل، الحارس نادر لمياغري، الذي ترك غيابه أثرا سلبيا على الفريق، خصوصا أنه يقوم بأدوار أخرى في الملعب وخارجه، إذ يقوم بتحفيز اللاعبين وتوجيههم، كما يحافظ على «لحمة» الفريق. ثانيا: خط هجوم الفريق يفتقد بدوره للفعالية، فمنذ أن أصبح الكونغولي فابريس أونداما خارج لائحة اللاعبين الأساسيين، والفريق يواجه مشاكل كثيرة، بل إنه أصبح يجد صعوبة في التهديف. أونداما لا يغيب عن الوداد بسبب ضعف أدائه، بل لأن هناك خلافات محتدمة بينه وبين المكتب المسير، أشعلها العرض الذي تقدم به فريق الاتحاد السعودي من أجل التعاقد معه، وعدم رغبته في تمديد عقده مع الوداد. مسيرو الوداد يقولون إن اللاعب لا يمكنه المشاركة في المباريات بما أن ذهنه أصبح مشتتا ويفكر في مغادرة الوداد أكثر مما يفكر في المباريات التي تنتظر الفريق، لكن أونداما يرفض ذلك جملة وتفصيلا ويقول إنه لاعب محترف وجاهز دائما للدفاع عن قميص الوداد، وأن رغبته في تحسين وضعه أمر مشروع. ثالثا: يوسف القديوي، هذا اللاعب عندما جاء إلى الوداد ظل ميشيل دوكاستيل يعتمد عليه كبديل، وهو الوضع الذي لم يرض اللاعب فانتفض، مطالبا بإشراكه كأساسي. ظل دوكاستيل يرفض الاعتماد عليه، لكنه في الأخير رضخ لمطلب اللاعب ومعه بعض أعضاء المكتب المسير. بالإضافة إلى القديوي فإن أحمد أجدو يعيش مشكلا آخر، فمنذ حادثة تكسير سيارته واللاعب مشتت التركيز. وإذا أضيف لذلك الضغط الذي يعيشه المدرب السويسري ميشيل دوكاستيل، الذي يعرف أن الديربي سيكون فرصته الأخيرة للبقاء، ورغبة جمهوره الملحة في تجاوز نتائجه السلبية الأخيرة، فإن الوداد سيكون أمام امتحان صعب. ويذكر أن الوداد يحتل المركز الخامس بعشرين نقطة بفارق 3 نقاط عن الرجاء المحتل للمركز الثاني علما أن الفريق «الأحمر» لديه مباراة مؤجلة أمام «الماص».
لمياغري.. الغياب المؤثر رغم أن الحارس ياسين بونو أبلى بلاء حسنا في مرمى الوداد الرياضي، إلا أن الفريق «الأحمر» بدا أنه افتقد لخدمات حارسه نادر لمياغري، الذي لا يكتفي فقط بحراسة مرمى فريقه، بل إنه أشبه بمدرب ثاني في أرضية الملعب، يوجه زملاءهم ويحفزهم على العطاء. لمياغري أصيب قبل مباراة إياب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية أمام الترجي التونسي برادس، ومنذ ذلك اليوم، وهو يخضع لعلاجات مكثفة، قبل أن يستأنف التداريب في الفترة الأخيرة. حارس المنتخب الوطني يمني النفس بأن يكون حاضرا في الديربي، ليذود عن مرمى فريقه، لكن مشاركته لم تتأكد بعد خصوصا أنه مازال يفتقد للمنافسة.
القديوي.. حالة مثيرة للجدل بات يوسف القديوي يثير الجدل داخل الوداد، بل إنه دخل في خلاف مع المدرب ميشيل دوكاستيل، بسبب رغبته في اللعب أساسيا، في الوقت الذي كان يصر فيه المدرب السويسري على إشراكه بديلا في الشوط الثاني، ليقوم بخلخلة دفاع المنافسين. فجأة أصبح القديوي أساسيا، لكن دون أن يقدم عطاء بحجم ما يقدمه لما يشارك بديلا، ودون أن يفسر المدرب دوكاستيل سبب هذا التحول، ما إذا كانت له علاقة برغبة أعضاء في المكتب المسير في الاعتماد عليه منذ بداية المباريات.
الوداد بدون رقم أوانداما الصعب إلى وقت قريب كان الكونغولي فابريس أونداما الرقم الصعب في خط هجوم الوداد ، إذ ظل يزعج بتحركاته جميع المنافسين سواء في عصبة الأبطال أو في المنافسات المحلية. اليوم، يوجد أونداما خارج القائمة، وقد بدا واضحا أن غيابه ترك أثره السلبي على هجوم الوداد الذي لم يسجل إلا في مرات قليلة. أونداما لم يكن يكتفي بدور الهداف فقط، بل إنه يفتح ممرات لزملائه، ويمنحهم كرات سانحة للتسجيل. أونداما لن يكون حاضرا لأن هناك شدا للحبل بينه وبين المكتب المسير، غيابه عن الوداد في الديربي سيكون مؤثرا.
أجدو.. تكسير سيارته أفقده تركيزه منذ أن قام محسوبون على جمهور الوداد بتكسير سيارته احتجاجا على النتائج السلبية التي يحققها الفريق، يعيش أحمد أجدو لاعب الوداد وضعا صعبا أثر على حضوره في الملعب، علما أنه لم يخض مجموعة من الحصص التدريبية مع فريقه. أجدو الذي كان إلى وقت قريب واحدا من أسباب النجاح في الفريق، مازال لم يستعد كامل تركيزه الذهني بعد.