انتقلت فضيحة زراعة السيليكون الصناعي من فرنسا إلى 65 دولة، فرغم حظر هذه المادة في الأسواق منذ نحو سنة، فإن القضية عادت وتفجرت من جديد، بعد أن دعت السلطات الفرنسية كل من وضعن هذا النوع من الحشوات لتكبير الثدي إلى إجراء عمليات لنزعها في أعقاب تسجيل حالتي وفاة وإصابة ثمانية بسرطان الثدي.. قد خرجت فضيحة السيليكون المغشوش، الذي أنتجته شركة «بولي أمبلنت بروتيس» (pip)، والمستخدم في عمليات تكبير الثدي لدى السيدات، عن نطاق الحدود الفرنسية لتصبح قضية دولية. وقد استوردت أكثر من 65 دولة هذه المادة من الشركة الفرنسية، وأغلب هؤلاء المستوردين من أمريكا الجنوبية، حيث يتم استهلاك أكثر من 50% من مجموع إنتاج الشركة، المقدر ب100 ألف حشوة سنوياً، خصوصاً في البرازيل وفنزويلا وكولومبيا والأرجنتين. وتقدمت هذه الدول بشكوى لدى المحكمة التجارية في مدينة تولون الفرنسية لتعويضهم عن الضرر الذي لحقهم جراء الغش في مادة السيليكون، التي اكتُشِف لاحقاً أنها تُستخدم للأغراض الصناعية وليس الطبية. وأعلنت الحكومة الفرنسية أنها تتحمل كل تكاليف جراحة إزالة الحشوات المغشوشة، لتشجيع السيدات اللواتي خضعن لمثل هذه العمليات على التحرك السريع. وستضطر 30 ألف سيدة فرنسية للخضوع لهذه العمليات، وكذلك آلاف مثلهن في دول أوربية أخرى، مثل إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا.ومن المقرر أن يعلن فريق الخبراء في المعهد الوطني الفرنسي للسرطان عن توصياته المُنتظَرة بشأن ما إذا كان يجب إجراء عمليات نزع للحشوات أم لا. وكشفت تقارير صحافية عن مخاوف من أن هذه الحشوات تنطوي على مخاطر، خصوصاً بعد وقوع حالتي وفاة واكتشاف ثمان إصابات بسرطان الثدي لدى سيدات استخدمن مثل هذه الحشوات. وقد تورّطت الشركة الفرنسية في هذه الفضيحة بعد أن حاولت التقليص في استخدام السيليكون الطبي، لتوفر نحو مليار أورو من خلال استخدام السيليكون الصناعي، الأقل تكلفة، لكن ذلك أدى بها إلى توقيف نشاطها بعد تقدم 2000 سيدة بشكاوى انفجار الحشوات وتعرضهن لتسمم.. وإثر ذلك، فتحت الشرطة تحقيقاً جنائياً مع مسؤولي الشركة..إلزام النساء الفرنسيات بإزالة «حشوات» من السيليكون الضار لتكبير الثدي كانت السلطات الفرنسية قد طالبت 30 ألف سيدة زرعن «حشوات» من نوع من السيليكون لتكبير الثدي بإزالة تلك الحشوات، بعد أن تبيّنَ أنها قد تحمل مخاطر صحية جسيمة. وقالت صحيفة «ليبراسيون»، الفرنسية، إن هناك مخاوف من أن الحشوات التي صنعتها شركة «بولي إمبلانت بروتيس» تنطوي على خطر على صحة من تستخدمها، حتى وإن لم يظهر ذلك الخطر على المدى القريب. وكان النقاب قد كُشِف في العام الماضي عن أن الشركة المذكورة استخدمت نوعا من السيليكون غير مصرح به للأغراض الطبية، ومن مخاطره أن الحشوات المصنوعة منه تميل إلى الانفجار داخل الثدي. وقد شكّلت الحكومة الفرنسية لجنة خاصة لدراسة هذه القضية. وقال الدكتور لوران لانتييري، وهو عضو في اللجنة، إنه «ينبغي أن نزيل كل تلك الحشوات، فنحن بالفعل في مواجهة أزمة طبية خطيرة». كما أعلنت فاليري بيكريس، المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، أن خطة عمل قد وُضِعت بالفعل وسيتم الإعلان عن تفاصيلها في نهاية الأسبوع الحالي. وأضافت أنه يتعين على جميع النساء اللاتي زُرِعت لهن «حشوات ثدي» من إنتاج تلك الشركة أن يراجعن الجراحين الذين أجروا لهن الجراحات في أقرب وقت ممكن. وكانت الأبحاث التي أجرتها جمعية الجراحة الفرنسية خلال العام الماضي قد كشفت عن أن الحشوات التي تنتجها شركة «بولي إمبلانت بروتيس» مصنوعة من نوع من السيليكون المخصص للأغراض الصناعية وليس الطبية.. وبالفعل، تم التحقيق مع مسؤولي الشركة التي توقفت عن إنتاج ذلك النوع من الحشوات. ولكن الشرطة الفرنسية تلقت نحو 2000 شكوى من سيدات زُرِعت لهن تلك الحشوات وانفجرت في صدروهن، مما اضطر الشرطة إلى فتح تحقيق جنائي مع مسؤولي الشركة. ومنذ اكتشاف عيوب تلك الحشوات، أمكن إزالة 523 حشوة منها. ولكن المحزن هو تسجيل حالتي وفاة واكتشاف ثمان حالات إصابة بسرطان الثدي لدى سيدات يستخدمن تلك الحشوات.. ولتشجيع السيدات على التحرك السريع، أعلنت الحكومة الفرنسية أنها ستتحمل كل تكاليف جراحة إزالة الحشوات المعيبة. يذكر أن حشوات تكبير الثدي التي تنتجها شركة «بولي إمبلانت بروتيس» تعد من بين الأرخص في السوق، كما أنها تصدر خارج فرنسا، ومن المعتقد أن نحو 50 ألف سيدة بريطانية قد زرعن تلك الحشوات..