فيما تشبث حزب الاستقلال وحلفاؤه في الأغلبية الحكومية بكريم غلاب، كمرشح الأغلبية خلال جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، المفترض أن تكون قد عقدت مساء أمس الإثنين، قرر فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب ترشيح محمد عبو، وزير تحديث القطاعات العمومية، وأحد نواب رئيس الغرفة الأولى في الولاية التشريعية الماضية، لمنصب رئيس مجلس النواب. وقال رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار، إن فريق حزبه بالغرفة الأولى اختار، في اجتماع عقده أمس الاثنين، ترشيح محمد عبو لرئاسة مجلس النواب. وأكد الطالبي العلمي أن نواب الأحرار اتخذوا هذا القرار باستقلالية تامة، ودون تنسيق يذكر مع بقية أحزاب المعارضة، خصوصا حزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ونفى قيادي الأحرار كذلك، في اتصال أجرته مع «المساء»، أن يكون حزبه قام بمحاولات للاتصال بأحزاب المعارضة أو بعضها من أجل تقديم مرشح وحيد لمنافسة مرشح كريم غلاب، مرشح الأغلبية الحكومية، على منصب أول رئيس للغرفة الأولى في العهد الدستوري الجديد. وإلى حدود الساعة الواحدة والنصف من زوال أمس الثلاثاء، لم يرشح أي خبر عن طبيعة الموقف الذي سيتخذه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال اجتماعه بأعضاء الفريق النيابي، وإن كان سيقدم مرشحه للمنافسة على كرسي رئيس مجلس النواب. غير أن مصادر اتحادية أوضحت أن الموقف الذي كان قد اتخذ خلال المناقشات هو الامتناع عن التصويت، دون أن تستبعد إمكانية أن يضطر الحزب إلى الانقلاب على قرار الامتناع في حال تقديم حزبي المعارضة الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار مرشحيهما أو مرشحا مشتركا. وفي الوقت الذي سادت حالة من الحيرة وسط الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بخصوص الموقف المتعين اتخاذه خلال الجلسة العمومية للتصويت على رئيس الغرفة الأولى، لم يعرف موقف حزب الأصالة والمعاصرة وإن كان سيتقدم بمرشحه أم سيدعم مرشح حليفه في مجموعة «جي 8». واستبقت قيادات أحزاب المعارضة الثلاثة (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الأصالة والمعاصرة، والأحرار) جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، بعقد لقاء يوم السبت الماضي من أجل التداول في تقديم مرشح مشترك لمنافسة مرشح فرق الأغلبية الحكومية بقيادة حزب العدالة والتنمية. وحسب مصادر من المعارضة، فإن ذلك اللقاء لم ينته إلى الاتفاق على مرشح مشترك، الأمر الذي اضطر بعض مكونات المعارضة إلى تقديم مرشحها.