دعت جهات مهتمة بالشأن التربوي في القنيطرة إلى فتح تحقيق فوري بشأن الوضعية التي تعيشها مؤسسة تعليمية صُرِفت الأموال الطائلة على عملية بنائها، لكنها ظلت، مع ذلك، بدون ماء وإنارة ومعظم مرافقها تعاني الإهمال والتخريب، مع أنها حديثة التشييد. وقال الفاعلون التربويون إن أحوال تلاميذ مدرسة «العهد الجديد» الصحية تفاقمت جراء الوضعية البيئة «الخطيرة» للمؤسسة، وأضافوا أنه رغم أن عمر بناء هذه الأخيرة لم يتجاوز السنتين، فإنها ظلت تفتقر إلى أبسط التجهيزات والمرافق الضرورية، حيث ما زال مرتادوها، من إداريين وأساتذة وتلاميذ، يُعانُون من انعدام الماء، مشيرة إلى أن أغلب هؤلاء يضطرون إلى مغادرة المدرسة لقضاء حاجتهم في الغابة المجاورة للمؤسسة التعليمية، عوض المراحيض «الموبوءة»، التي تتوفر عليها المدرسة، مع ما يشكّله ذلك من تهديد حقيقي لأمنهم وسلامتهم. وتساءلت المصادر ذاتها عن جدوى صرف أرصدة مالية ضخمة لبناء مؤسسة تعليمية ظلت، منذ استكمال تشييدها، غيرَ محروسة، إضافة إلى عدم ربطها بالشبكة الكهربائية، حيث كثيرا ما يلج الغرباء من أصحاب السوابق المدرسة، وهو ما دفع جهات مجهولة إلى تزويدها بهذه المادة الحيوية عن طريق سرقة الكهرباء من الإنارة العمومية. من جهتها، أعربت جمعية آباء وأوليات تلاميذ مدرسة «العهد الجديد» عن استنكارها الشديد الإهمال واللا مبالاة التي يتعامل بها القائمون على الشأن التعليمي في القنيطرة مع المشاكل الخطيرة التي تتخبط فيها هذه المؤسسة، وما يترتب عن ذلك من أضرار سلبية تلحق تلاميذ المدرسة أساسا. وكشفت الجمعية، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، أن المدرسة التي تم تشييدُها حديثا أضحت تعرف انتشارا فظيعا للأزبال والروائح الكريهة والحشرات، بسبب غياب العناية والصيانة والنظافة وكذا لعدم تزويد المؤسسة بالماء.