لم تهدأ «نار الهزيمة» مرارة فقدان مقعد وثير بقبة البرلمان في نفوس بعض المتنافسين على المقاعد التسعة، التي كانت مخصصة لمدينة مراكش خلال الانتخابات التشريعية ليوم 25 نوبر الماضي. إذ تظاهر أزيد من 60 مواطنا صباح أول أمس الخميس أمام مقر ولاية مراكش تانسيفت الحوز، التي أضحت ملاذ المتضررين والمشتكين من ظلم ذوي النفوذ، احتجاجا على «هدم المنازل وحرماننا من الكهرباء والماء الصالح للشرب» من قبل رئيس الجماعة، الذي لم يتمكن من الظفر بمقعد في البرلمان، على حد قول أحد المحتجين. صباح أول أمس الخميس سار العشرات من الفلاحين وسكان جماعة أكفاي، الموجودة بنواحي مدينة مراكش، في مسيرة على الأقدام صوب محمد امهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، لرفع «الظلم والحيف الذي طالنا»، يقول أحد المتضررين. «هذا عيب هذا عار.. الفلاح في خطر».. «عاش الملك.. عاش»، لم يجد عشرات المحتجين سوى هذين الشعارين للتنديد بما طالهم، والاستغاثة بالملك محمد السادس لرفع «ظلم» رئيس الجماعة، عمر خفيف، الذي حل في الرتبة الرابعة بدائرة المنارة بعد حصول لائحة حزب العدالة والتنمية على مقعدين بعدما حصد 23750 صوتا، متبوعا بعدنان بنعبد الله، وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، الذي حصل على 8550 صوتا. فيما لم يتمكن عمر خفيف، وكيل لائحة حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس جماعة «أكفاي» في الوقت ذاته، من الظفر بمقعد في البرلمان بعد حصوله على 5949 صوتا. وقد اتهم المحتجون (أغلبهم شباب) رئيس الجماعة ب«الوقوف وراء قطع الكهرباء والماء الصالح للشرب على سكان الجماعة»، انتقاما منهم على عدم التصويت عليه من قبل العديد من سكان هذه الجماعة، الذين توزعت أصواتهم بين حزب العدالة والتنمية وحزب «التراكتور». ونقلت مصادر عن رئيس الجماعة عمر خفيف نفيه جل هذه «الاتهامات» الموجهة إليه من قبل المحتجين، موضحا أن الجماعة عملت على ربط الدواوير التابعة لها بالكهرباء، وتزويدها بالماء الصالح للشرب، مؤكدا ألا دخل للجماعة القروية بالانقطاعات التي تعرفها هذه الطاقات والمواد الحيوية في حياة الإنسان. وبخصوص القرارات التي تؤكد هدم بعض المنازل، أوضح المتحدث أن قرار هدم هذه المنازل «غير القانونية يصدر عن المحكمة الابتدائية، ويتم تنفيذها من طرف السلطات المحلية ولا دخل للجماعة بهدم المنازل». وقد قام بعض المرشحين بإقفال هواتفهم ومقراتهم على المواطنين، بمن فيهم أولئك الذين كانوا يدعمونهم في الحملة الانتخابية، بعد خسارتهم في الدوائر، التي كانوا قد ترشحوا فيها. وقد اشتكى بعض المواطنين في اتصال مع «المساء» من تنكر العديد من المنتخبين بالدوائر الثلاث لمراكش لوعودهم، التي كان يستغلها المرشحون لكسب أصوات الناخبين والداعمين. وأوضح هؤلاء أن بعض المرشحين كانوا يعدونهم بأنهم سيظلون بقربهم ورهن إشارتهم، سواء فازوا في الانتخابات أم خسروا.