تتنافس بجهة مراكش تانسيفت الحوز في الاستحقاق البرلماني ل25 نونبر 2011 ، 136 لائحة في 8 دوائر للظفر ب 28 مقعدا برلمانيا. ولعل الميزة التي تجمع بين هذه الدوائر هو تشتت أطرافها وغلبة العالم القروي عليها والذي يكون له الكلمة الأخيرة في ترجيح كفة برلماني على آخر، إضافة إلى أن أقل من 10 في المائة من الكتلة الناخبة تكون في بعض الأحيان كافية لضمان المقعد البرلماني في ظل نسبة مشاركة متوسطة إلى ضعيفة. ويشكو حزب العدالة والتنمية في الانتخابات السابقة من التقطيع الانتخابي والتحكم المسبق في النتائج وهو الذي له حضور وازن في الانتخابات الجماعية في الجهة، ويكون دائما قاب قوسين أو أدنى من الظفر بمقعد برلماني لكن الآمال تخيب عندما تأتي أوراق التصويت من منطقة قروية وتنزل كفته خاصة في دوائر إقليممراكش. من جهة أخرى اعتبر العديد من المراقبين و المرشحين أن ما يميز أي دائرة من دوائر جهة مراكش تانسيفت الحوز، هو وصفها ب"دائرة الموت" لما تتضمنه من منافسين أقوياء، يحفظون عن ظهر قلب " المناطق" التي تؤهلهم، ويتحركون بقوة تنافسية كبيرة تستعمل فيها في بعض الأحيان طرق "ملتوية " يشتكي منها المنافسون، وتعتمد في أحيان أخرى على العمل السياسي المغلف بالعمل الإحساني طيلة السنة. وأهم ما يميز اللوائح المقدمة في انتخابات 25 نونبر أنها تشمل جل البرلمانيين المنتهية ولايتهم،(وهم غالبا رؤساء جماعاتهم المحلية)، بالرغم من أنهم يعتبرون من أضعف المشاركين في الأشغال البرلمانية سواء من حيث حضور أشغال اللجان أو من حيث تقديم الأسئلة الشفوية والكتابية، وتكشف معطيات اللوائح الانتخابية الحالية أن جل تلك الوجوه عادت باستثناءات قليلة لعل أبرزها غياب عبد الله رفوش المعروف بولد العروسية عن الترشح بمقاطعة جيليز وهو الذي يعتبر من بين "دينصورات الانتخابات" في الجهة والذي كان دائما محل جدل، إضافة إلى غياب قيدوم برلمانيي الجهة اعمارة اعمارة بشيشاوة والذي عمر طويلا بقبة البرلمان، إضافة إلى غياب كل من ميلود الشعبي بالصويرة وعلي الرحيمي بشيشاوة أيضا. ومن المثير أيضا أن الجهة حطمت الرقم القياسي على الصعيد الوطني في ترشيح النساء كوكيلات لائحة محلية، حيث أن سبعة نساء يقدن هذه اللوائح مرة كديكور ومرة للمراهنة على جلب أصوات النساء اللاتي يصوتن أكثر من الرجال، ومرة يقدمن أنهن كفاءات ستضيف شيئا للعمل البرلماني. دائرة المدينة سيدي يوسف بن علي: تبقى هذه الدائرة من أهم الدوائر في الجهة، والتي يحتد فيها الصراع بقوة وتستعمل فيها طرق خاصة لاستمالة الناخبين بالنزول بأعداد كبيرة ب"مستخدمي الانتخابات" و"تلويث" الأزقة بأوراق الدعاية دون سبب، واستعمال الأجواق الشعبية ومسيرات "تراكت" الخاصة بالأعراس فيما يستغل المجال القروي في توسيع دائرة البناء العشوائي وتقديم خدمات معطلة إلى حين الانتخابات. وتتكون الدائرة من أربع جماعات هي مقاطعة مراكشالمدينة، ومقاطعة سيدي يوسف بن علي، وجماعة المشور، وجماعة تسلطانت، وتبلغ فيها الكتلة الناخبة أزيد من 190 ألف، وبها 11 لائحة تتنافس على 3 مقاعد، و من المسؤولين المنتخبين المرشحين عمدة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري التي ترشحت عن البام وبلعروسي رئيس مقاطعة مراكشالمدينة عن الاستقلال، فيما يغيب بشكل مفاجئ البرلماني محمد إيحوف والذي فضل ترك مكانه كوكيل لائحة للمنصوري مقابل السعي إلى الفوز في الانتخابات الجماعية حسب مراقبين، كما ينزل إلى الميدان يونس بن سليمان عن العدالة والتنمية كمنافس قوي على أحد المقاعد الثلاثة. دائرة المنارة: تتوفر على 3 مقاعد برلمانية و تتنافس فيها 18 لائحة انتخابية، وتتكون من 7 جماعات هي جماعة المنارة والسويهلة، وسعادة، وأكفاي، وسيدي الزوين وأيت ايمور والوداية، ويبلغ عدد المسجلين فيها في اللوائح الانتخابية حوالي 150 ألف، ودخل غمار الانتخابات فيها برلمانيان منتهية ولايتهما هما عمر خفيف من التجمع، والناموسي من الأحرار فيما غاب أحمد محفوظ من البام وترك الملعب لرئيس المقاطعة عدنان بن عبد الله من الحزب ذاته ورئيس مقاطعة المنارة، ويعتبر محمد العربي بلقايد القيادي المعروف والمستشار الجماعي في حزب المصباح وكاتبه الجهوي من أهم المنافسين في هذه الدائرة أيضا، والتي باتت حظوظه وافرة إذا ما رفعت بعض الجهات أيديها عن هذه الانتخابات على حد تعبيره.وسجلت في هذه الدائرة خروقات استغربها المتتبعون مثل توزيع مستشارين جماعيين "حصتهما" من دعم رمضان بدوار الحرش، فيما فتح مرشح آخر محطة للبنزين لتقديم خدمات أكل وشرب مجانية. دائرة جيليز: تتنافس فيها 15 لائحة على 3 مقاعد، وتتكون من 8 جماعات هي مقاطعتي جيليز، والنخيل، وجماعات واحة سيدي إبراهيم، وأولاد حسون، والويدان، وحربيل، والمنابهة، وأولاد دليم، وأبرز ما يميزها هو غياب عبد الله رفوش المعروف بولد العروسية كما سلف ذكره ، ويسعى كل من رشيد بن الدريوش رئيس جماعة الويدان المرشح باسم الحركة الشعبية، والبرهومي رئيس جماعة حربيل المرشح باسم التجمع الوطني للأحرار وهما برلمانيان منتهية ولايتهما، لاستعادة "مقعديهما"، لكن الأمر لن يكون سهلا هذه المرة في ظل متغيرات جديدة خصوصا تذمر الساكنة من عدم التواصل معها طيلة الفترة الانتدابية، ومع تصاعد شعبية أحمد المتصدق الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية. وما يلاحظ في هذه الدائرة، حسب مصادر موثوقة، هو توزيع الأموال بشكل غير مسبوق وغض الطرف عن البناء العشوائي سيما خلال قترة الحملة الانتخابية وكذلك استعمال سيارات الجماعة في هذه الحملة. دائرة قلعة السراغنة: توجد بها 24 لائحة تتنافس على 4 مقاعد تنتظر أصوات أزيد من 200 ألف ناخب، يتوفر فيها العدالة والتنمية على حظوظ جيدة للفوز بمقعد حسب مراقبين لمرشحه بلعيد أعلولال، الكاتب الإقليمي للحزب، علما أن كل البرلمانيين المنتهية ولايتهم عادوا إلى الدائرة للتنافس مع بروز وجوه شابة جديدة، ومن هؤلاء القدامى دومو من الاتحاد الاشتراكي، ووفيق من البام، وبدر الدين المنتقل من الدستوري إلى الحركة الاجتماعية، والريحاني من جبهة القوى. دائرة إقليمالحوز: تتنافس فيها على أربع مقاعد 20 لائحة ويترشح جميع البرلمانيين السابقين بحظوظ متفاوتة كما تشكل لائحة حزب العدالة والتنمية الذي يقودها مراد الكورش منافسة معتبرة على المقعد الثالث أو الرابع حسب متابعين للشأن المحلي، وتتميز الدائرة بمساحة كبيرة تلعب فيها أيضا القبلية دورا هاما، وهي مقسمة إلى مناطق كبرى مثل أمزميز وأوريكة وأسني وتحناوت وايت أورير، وحسب مراقبين يلعب المال دورا كبيرا في استمالة أصوات الناخبين، ومع تساقط الأمطار على المنطقة خلال بداية الحملة توقفت الكثير من حملات الأحزاب والتي لن يستطيع مرشحوها الوصول إلى بعض الأماكن المتوارية خلف جبال الأطلس الكبير. دائرةالصويرة: تتنافس فيها 17 لائحة على 4 مقاعد أيضا ، مع عودة البرلمانيين المنتهية ولايتهم الفراع عن المؤتمر الاتحادي، والحسين الجوهري عن الاتحاد الاشتراكي، ومحمد جيني عن الأحرار، فيما ينزل محسن الشعبي بدل عن أبيه ميلود. وبالنسبة للانتخابات الماضية كان 12 ألف صوت من بين 120 ألف صوت ككتلة ناخبة كافية للفوز بالمقعد البرلماني الأول ، و 6 آلاف صوت ضمنت لمرشح المقعد الرابع، وأهم ما يميز الإقليم هو شساعة مساحته التي تمتد على آلاف الكيلومترات وله حدود مع 5 أقاليم، به 56 جماعة قروية وجماعة حضرية واحدة، وهو ما يرجح كفة المنتخبين الذين لهم حضور في العالم القروي، حيث تغلب القبلية في بعض الأحيان، لكن يبقى العمل السياسي المغلف بالعمل ألإحساني هو السبيل الأكثر ضمانا للظفر بمقعد. دائرة الرحامنة: وهي الإقليم الجديد المنفصل عن إقليمقلعة السراغنة، والذي كان يشكل دائرة انتخابية سنة 2007 وفاز بكل مقاعدها فؤاد عالي الهمة ورفاقه ساهم في ذلك لقب "صديق الملك" الذي يحمله والوعود المعسولة التي قدمها للساكنة التي تعاني من التهميش، ولم يتحقق مها غير النزر القليل جدا، وفي هذا الإقليم الذي يتكون من 24 جماعة قروية وبلديتان، تتنافس 11 لائحة بما فيها لائحة العدالة والتنمية الذي تمت هيكلته مؤخرا ويمثله الأستاذ الجامعي عبد الحليم عبد الباقي، إضافة لائحة ضعيفة للبام مقارنة مع لائحة 2007 نتيجة انسحاب "صديق الملك" وترك المجال للصراعات داخل الحزب. دائرة شيشاوة: تتنافس فيها 20 لائحة على 4 مقاعد أيضا تنتظر قرابة 150 ألف ناخب مسجل، منها لائحة حزب العدالة والتنمية التي يقودها عبد الرحمان رابح. وما يميز هذه الدائرة هو ترشح امرأتين كوكيلتي لائحتين محلتين، وعدم ترشح برلمانيين منتهية ولايتهما هما الحسن بولقايد رئيس بلدية إمنتانوت السابق عن الاتحاد الاشتراكي، واعمارة اعمارة الذي ترك المجال لأخيه محمد اعمارة باسم الاتحاد الدستوري، فيما رجع كل من ميلود أيت حمو "الحارك" إلى البام، والحسين بلكطم من التقدم والاشتراكية للترشح مرة أخرى، فيما يتنافس عبد الرحمان رحيمي من الاستقلال بدلا عن أبيه علي الرحيمي البرلماني السابق. وتلعب القبلية دورا كبيرا في الفوز بأحد المقاعد البرلمانية، إذ غالبا ما يصوت على الشخص بدل الحزب وهم ما يفسر فوز أسماء معينة مع تغيير لونها السياسي في كل انتخابات جماعية. وتعتمد الحملة الانتخابية يشكل محموم على الأسواق الأسبوعية باعتبارها فضاء كبيرا "للتملي بوجوه المرشحين"، ويعتمد المرشحون غالبا على مناطق نفوذهم، حيث تعتبر دائرة امتوكة من أشد المناطق صراعا لتواجد عدد مهم من المرشحين المنحدرين منها، والشيء ذاته من بالنسبة منطقة امزوضة. وحسب آراء عدد من المواطنين، يتوقع أن يكون الإقبال على مكاتب التصويت أكثر من الانتخابات السابقة نسبيا، ويتحدث هؤلاء عن ضرورة تغيير الوجوه القديمة التي لم تقدم للجهة أي شيء، في حين ينتظرون صعود نخب جديدة قادرة على قيادة حكومة وازنة تهتم بقضاياهم الرئيسية وتقودهم نحو التغيير الحقيقي بشكل سلس، والاهتمام بجميع القطاعات بدل التركيز على قطاع واحد معروف،ومحاربة البطالة وتأهيل الشباب، حتى تبقى الجهة والتي تشكل مدينة مراكش قبلها النابض محل اهتمام دولي واسع، لكن أيضا بخيارات تنموية محلية كبرى.