عاش سكان دوار المنادلة العشوائي بمدينة الجديدة، صبيحة أمس، مشاهد هوليودية، بعد المواجهات التي تمت بينهم وبين عناصر القوات المساعدة وقوات التدخل السريع وعناصر الدرك، الذين قدموا من مدن مجاورة لحماية رجال السلطة، الذين اتخذوا قرارا بهدم المئات من المنازل التي تم بناؤها بشكل عشوائي خلال الأيام الأخيرة. وقد أصيب خلال هذه المواجهات مسؤول من الدرك برتبة قبطان بكسر في كتفه، كما أصيب أربعة دركيين وتسعة من أفراد عناصر القوات المساعدة والتدخل السريع بإصابات متفاوتة الخطورة أغلبها في الوجه نقلوا على إثرها إلى المستشفى الإقليمي لمدينة الجديدة لتلقي العلاجات الضرورية، كما نقل طفل وامرأة أصيبا بدورهما خلال هذه الأحداث، فيما علمت «المساء» أن بعض الشبان الذين أصيبوا أثناء المواجهة فضلوا عدم الذهاب للمستشفى خوفا من الاعتقال، وفي خطوة مفاجئة أقدم بعض الغاضبين من الشباب المحتجين على إحراق سيارة تابعة للدولة خاصة برئيس دائرة مولاي عبد الله، التي كانت مركونة بالقرب من مدخل دوار المنادلة. وكانت السيارة قد تعرضت لتكسير زجاجها إضافة إلى زجاج سيارة أخرى كانت تركن خلفها من نوع «بوجو بارتنر»، هذه الأخيرة أنقذها أحد الأشخاص من الحريق بأعجوبة حيث كانت النيران ستلتهمها هي الأخرى. وقد حاول القوات الأمنية بمختلف أطيافها أن تستعمل الأحجار للرد على سيل الأحجار التي كان يرمي بها المحتجون تجاههم، لكنها قررت في الأخير عدم الدخول في المواجهة بالنظر إلى العدد الكبير من المحتجين الذين كان ضمنهم أطفال و نساء و بعض الشيوخ. وحسب مصادر أمنية، فإن قوات التدخل كانت تنتظر فقط التعليمات لاستعمال القوة من أجل السيطرة على الوضع، لكن ذلك لم يحصل وانسحبت القوات التي كانت تقدر بالمئات دون احتساب الفرق الأخرى التي كانت ترابض بالقرب من مسرح الأحداث، وبعد هذه التطورات التي بدت خطيرة قررت القوات الأمنية بمختلف أجهزتها مراقبة الأوضاع من بعيد دون تدخل. قبل أن يأتي أمر بالانسحاب من مكان الأحداث مما دفع السكان المحتجين إلى الخروج بشكل جماعي إلى الساحة المقابلة للدوار للتعبير عن فرحتهم بالانسحاب.