نقل، عشية يوم الثلاثاء الأخير، دركي وعنصر من قوات التدخل السريع وعون سلطة «مقدم» وثلاثة أشخاص إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس في الجديدة لتلقي الإسعافات اللازمة بعد إصابتهم بجروح وصفت من طرف مصادر طبية ب»الطفيفة»، وذلك إثر الاشتباكات التي وقعت بين سكان دوار «المنادلة»، التابع لجماعة مولاي عبد الله في الجديدة، وأعضاء لجنة مكونة من رجال درك ورجال سلطة ومسؤولين في عمالة الجديدة وأفراد من قوات التدخل السريع الذين كانوا قد حلوا بالدوار المذكور من أجل تنفيذ قرارات هدم لحوالي 24 منزلا، تم تشييدها بطرق عشوائية خلال الفترة الأخيرة. وحسب شهود عيان، فإن سكان الدوار خرجوا بشكل تلقائي رافعين الأعلام الوطنية وصور ملك البلاد لمنع اللجنة من تنفيذ قرارات الهدم في حق جيرانهم، مما جعل احتكاكا يقع بين بعضهم وبين عناصر من السلطات المحلية، وهو الاحتكاك الذي نتج عنه سقوط سيدة في عقدها الرابع بعد أن دفعها أحد رجال السلطة.. وقد كان هذا المشهد -يقول شهود عيان- هو الشرارة التي أججت الأوضاع، حيث اندلعت اشتباكات بين عناصر القوات المساعدة وقوات التدخل السريع وبين سكان الدوار عبر التراشق بالحجارة وأشياء أخرى؛ وأسفرت تلك الاشتباكات، التي استمرت إلى حدود الساعة الثالثة بعد زوال يوم الثلاثاء، عن إصابة دركي وعون سلطة وأحد عناصر القوات المساعدة وثلاثة أشخاص من السكان، كما تم اعتقال بعض الأشخاص من سكان الدوار وتحديد لائحة بأسماء المشتبه في ضلوعهم في رشق عناصر اللجنة بالحجارة وأشياء صلبة. وأكد شهود عيان أن سكان دوار «المنادلة» لم يكونوا على علم بقدوم اللجنة، حيث فوجئوا بعناصرها مرفوقة بعدد من البنائين و»تراكس» وشرعوا في تنفيذ قرارات الهدم في حق منزلين، الأمر الذي استفز السكان. وما زاد من غضب السكان هو أن بعض رجال السلطة المحلية الذين قدموا ضمن اللجنة متورطون في استلام رشاوى لغض الطرف عن البناء العشوائي في هذا الدوار الذي انطلق فيه البناء العشوائي منذ أزيد من خمس سنوات، ويضم حاليا أكثر من 600 منزل. وقال السكان، في تصريحاتهم ل«المساء»، إن الرشاوى التي كانت تقدم إلى بعض الأعوان تتراوح بين 6 آلاف درهم و10 آلاف درهم مقابل التغاضي عن عمليات البناء العشوائي في دوار «المنادلة»، ولم يكشف السكان عن أسماء المتورطين في هذه الرشاوى خوفا من المتابعة، لكنهم أكدوا أنهم مستعدون لفعل ذلك بشكل جماعي إن اقتضى الحال ذلك. وأكد السكان أن من بين أعوان السلطة وبعض المحظوظين من شيدوا الفيلات في دوار مجاور لدوار «المنادلة» دون أن تطال عيونهم ذلك. إلى ذلك، علمت «المساء» من مصادر مطلعة بأن اللجنة المكلفة بتنفيذ قرارات الهدم في حق بعض المنازل بالدوار المذكور ستعود لتنفيذ قرارات الهدم، مما ينذر بتفجر الوضع في هذا الدوار. كما علمت «المساء» بأن شباب الدوار لم يستسيغوا مسألة التغاضي مقابل إتاوات في وقت سابق، ثم العودة بنفس العناصر لتنفيذ قرارات الهدم في حقهم. ويطالب السكان بضرورة إيجاد حلول جذرية لمعضلة السكن في هذه المنطقة وإعادة هيكلة الدواوير العشوائية. ولم يخف السكان الذين اتصلت بهم «المساء» تزايد عمليات البناء خلال فترة الحملة الانتخابية الحالية بالنظر إلى انشغال أغلب رجال السلطة وأعوانها بمتابعة عمليات الانتخابات، وهو نفس الأمر الذي يقع في عدد من الدواوير العشوائية المجاورة لمدينة الجديدة، كالدوار المقابل للحي الصناعي الذي أكدت مصادر مطلعة أنه يعرف هو الآخر أشغال بناء وتوسعة المنازل في جنح الظلام بمباركة بعض أعوان السلطة والموظفين.