«شيّع» المئات من الأطباء والممرضين، المنضويين تحت لواء نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل والنقابة الوطنية للصحة العمومية، قطاع الصحة في جهة مراكش -تانسيفت -الحوز. حدث ذلك في مسيرة نظمها المئات من الأطباء والممرضين، انطلقت صباح أمس الأربعاء من المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في مراكش في اتجاه مقر ولاية الجهة بالقرب من باب الخميس. «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله».. بهذه العبارة «شيّع» الأطباء والممرضون الوضع الصحي في الجهة، معتبرين أن مستشفيات «محمد السادس»، «ابن طفيل»، «المامونية» و»ابن النفيس» قد «ماتت فيها الصحة»، كما قال أحد المتظاهرين في تصريح ل»المساء». وانتقد المتظاهرون، نساء ورجالا، ما أسموه «الصفقات والتوظيفات المشبوهة» في ميدان الصحة في الجهة، مطالبين بفتح تحقيق في الموضوع، مؤكدين في الوقت ذاته أنه لا تنازل عن إيجاد حل عاجل للاكتظاظ الذي تعرفه المستشفيات التابعة للمركز الاستشفائي. وفي هذا الصدد، وأوضح إبراهيم مومن، الكاتب الجهوي لفدرالية الديمقراطية للصحة، أن 33 اختصاصا تؤويه هذه المؤسسة الاستشفائية لا تقابلها عدد الأطر العاملة في هذا المجال، مشيرا إلى أن الاكتظاظ الذي يعرفه قسم الولادة في مستشفى الأم والطفل تسبب في اعتداءات جسدية على الموظفات. واتهم مدير المركز الاستشفائي محمد السادس بغضّ الطرف عن الاحتجاجات التي تنظمها الأطر الصحية منذ شهور، مما جعلهم ينظمون مسيرة صوب مقر والي مراكش لنقل معاناتهم إليه. ووجه المحتجون انتقادات عدة للمدير المذكور، أبرزها بناء مركز للعيون في حين أن أحد الأقسام في مستشفى ابن طفيل «يجري فيه الواد الحار». وطالبت النقابة، في بيان لها، باعتماد الشفافية في إسناد المسؤولية وبتعميم طلبات الترشيح على جميع المناصب الشاغرة، بعيدا عن المحسوبية والزبونية، إضافة إلى عدم تنازل النقابة عن تعديل القوانين المنظمة للمراكز الاستشفائية الجامعية بمشاركة الممثلين النقابيين للموظفين، خصوصا ما يتعلق بتمثيلية جميع الموظفين العاملين في المراكز الجامعية داخل المجالس الإدارية ومجالس التدبير، وكذا عدم التنازل عن الإلغاء النهائي للمشروع التجاري الخاص بالتدبير المفوض المتعلق بالعلاجات التمريضية، الذي «يسيء إلى مهنة التمريض ويهدد الصحة وحياة المواطن ويفتح أبواب المركز الاستشفائي أمام الفوضى والاتجار». وإلى جانب عدم وجود تدفئة داخل مستشفى ابن طفيل ورداءة الوجبات الغذائية المقدمة للموظفين وعدم احترام الحمية، أكد المحتجّون أن انعدام الأمن داخل المركز الاستشفائي الجامعي يُعرّض العديد من الموظفين إلى الاعتداء أثناء مزاولتهم عملهم، ناهيك عن الاكتظاظ وعدم احترام الطاقة الاستيعابية داخل مستشفى «ابن النفيس».