أجمع مراقبون للشأن الحزبي بمدن الصحراء أن حزب العدالة والتنمية خلق المفاجأة بعدما دخل غمار المنافسة الانتخابية لاستحقاقات 25 نونبر جاري، وفي رصيده صفر برلماني في مجموع ست مدن جنوبية حصيلة الانتخابات النيابية الماضية لسنة 2007، ليتمكن من الظفر بمقعدين برلمانيين في كل من الداخلةوالعيون. وجاءت نتائج المقاعد الثلاثة عشر بستة أقاليم جنوب المملكة، التي تنافست عليها أكثر من 60 لائحة إنتخابية، على الشكل التالي: بعمالة أوسرد أقصى الجنوب فاز بالمقعدين المخصصين لها كل من محمد بوبكر عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وحرمة الله محمد لمين عن حزب الاستقلال، في حين حصل كل من عبد الله أفتاس من العدالة والتنمية وحسن الدرهم بألوان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على مقعدي مدينة الداخلة، فيما لم ينجح أعمر الشيخ بالحفاظ على مقعده النيابي بعدما كان يشغل منصب رئيس لجنة الخارجية بالبرلمان الماضي. أما بمدينة بوجدور التي كانت الاستثناء فقد حصل الشاب سيدي إبراهيم خيا، الذي يترشح للانتخابات لأول مرة، على المرتبة الأولى ممثلا لحزب الحركة الشعبية، متبوعا بعمر الدبدا عن حزب الأصالة والمعاصرة، فيما تم إخراج رئيس المجلس الحضري عبد العزير أبا من اللعبة، ليفقد حزب الاستقلال أحد قلاعه المحصنة بالصحراء. وبخصوص مدينة العيون المعروفة بدائرة الموت، فقد اكتسح حزب الميزان مقعدين، واحد لوكيل اللائحة حمدي ولد الرشيد وآخر لوصيفه مولود علوات. أما المقعد الثالث فقد خطفه محمد سالم لبيهي عن حزب العدالة و التنمية. وبالعاصمة الروحية للصحراء حصل سيد أحمد الشيكر عن حزب الاستقلال على المرتبة الأولى، متبوعا بسيدي محمد الجماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار. وبالعمالة الجديدة طرفاية كانت المنافسة محمومة بين اللوائح المشاركة، حيث ظفر الحسين جعيد، المرشح عن حزب الاستقلال، بمقعد، فيما حصل على المقعد الثاني عبدالله بلات عن حزب التجمع الوطني للأحرار، في حين فشل رئيس المجلس الحضري للمدينة أحمد ازركي في الحصول على مقعد برلماني. يذكر أن الخارطة السياسية بالمدن الجنوبية لم تعرف تغيرا مهما على مستوى الأسماء، التي سبق أن كانت تحت قبة البرلمان الأخير، حيث لوحظ تراجع نسبي لأحزاب مثل الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، فيما برز حزب العدالة و التنمية كرقم صعب في أي معادلة انتخابية قادمة بالصحراء.