ضرب فيضان كبير مدينة الفنيدق، فجر يوم أمس، مخلفا خسائر مادية هامة في المنازل والممتلكات التي غمرتها المياه، فيما لم يسفر عن خسائر في الأرواح، حسب مصدر أمني مسؤول، وأصاب الفيضان طرقات وشوارع المدينة بتصدعات وانجرافات كبيرة نتيجة السيول التي صاحبته. ويقول بدر الدين، صاحب محل للأنترنيت، إن إعصارا قويا ضرب مدينتهم بعد صلاة الفجر، حيث قطعت الشوارع بصفة نهائية، قبل أن تغمر المياه شقق المواطنين والمقاهي، والدكاكين قبل أن تصب المياه في عرض البحر. وأكد سكان الفنيدق أن السيول عمت بشكل واسع جميع أحياء وأزقة المدينة، كما خلفت أضرارا مادية بقيسارية تجارية وحومة الواد والحومة الكحلة وابتدائية حي كونديسة السفلى، وحومة الزاوية وشوارع وسط المدينة من بين التي تمت هيكلتها السنة الماضية. كما تمت إغاثة بعض الأسر المتضررة بجوار المحطة الطرقية بواسطة قوارب للإنقاذ وفرق الوقاية المدنية. وخلف الفيضان أضرارا في السيارات التي كانت رابضة بعدد من المرائب، كما ذكر أصحاب الدكاكين والمحلات التجارية بسوق المسيرة الخضراء أن الفيضان سبب لهم خسائر مادية جسيمة. وعرفت مدينة الفنيدق إنزالا أمنيا مكثفا لقوات التدخل السريع والقوات المساعدة. فيما حل عامل عمالة المضيق- الفنيدق للاطلاع على حجم الأضرار ومخلفات الفيضان. وكانت مدينة سبتة، التي لا تبعد عن الفنيدق سوى بأربعة كيلومترات، قد أعلنت عن حالة طوارئ منذ يوم الخميس الماضي، بعد إشعارها من طرف مصالح الأرصاد الجوية باقتراب عاصفة رعدية أول أمس السبت، بينما لم تتخذ المصالح والسلطات المغربية أي إجراء وقائي مماثل. وكشف الفيضان عن ضعف كبير في البنية التحتية لمدينة الفنيدق وهشاشة الشوارع التي تمت هيكلتها، حيث اقتلعت السيول كل قطع الزليج التي وضعت بشارع محمد الخامس وشوارع أخرى، كما عرفت مجاري المياه العادمة اختناقا كبيرا لم تتمكن معه القنوات التي وضعتها شركة أمانديس مؤخرا من تصريف مياه الأمطار، مما نتج عنه تسرب المياه إلى شقق المواطنين، كحالة حومة الزاوية، مخلفة أضرارا كبيرة.