طالب الشارع الرياضي الجزائري محمد روراوة، رئيس اتحاد الكرة الجزائري، بالتحرك بصرامة في «قضية» مباراة الخضر ومنتخب الكاميرون الودية التي تم إلغاؤها، والتي كان يفترض أن تقام الثلاثاء الماضي، لكن اتحاد الكرة الكاميروني راسل نظيره الجزائري، مخطراً إياه باستحالة مجيء منتخب الأسود غير المروّضة لمشكلة إدارية ذات صلة بالمكافآت المالية. وعاش الرأي العام الجزائري جوا مفعما بالإثارة، حتى أن الجمهور سارع إلى اقتناء ما يقارب 44 ألف تذكرة للذهاب إلى ملعب المباراة «5 يوليوز»، قبل أن تتبخر أحلامه بسبب إلغاء المواجهة. ويصرّ بعض المدربين والإعلاميين وأنصار الخضر على أن يذهب روراوة بعيداً في هذه «القضية»، لأنه- برأيهم- ما كان لاعبو الكاميرون ليرفضوا المجيء إلى الجزائر لو تعلّق الأمر بمباراة أمام منتخب أوروبي كبير. ودعا هؤلاء «روراوة إلى أن يستعرض مهاراته «الديبلوماسية» ويوظف خبراته في الشأن الإداري الكروي لاستعادة ما أسموه «حقوق ومصالح الخضر». وكان اتحاد الكرة الجزائري قد اعترف بأنه تكبّد خسائر جسيمة بسبب إلغاء المباراة، مثل تجهيز طائرة خاصة لنقل وفد المنتخب الكاميروني، وحجز غرف في فندق شيراتون، وبيع حقوق البث التلفزيوني لبعض القنوات، وكذا تذاكر الملعب للجمهور، مؤكداً بأنه سيتخذ لاحقاً الإجراءات المناسبة لدى الهيئات المعنية. ويستعد اتحاد كرة القدم الجزائري للتوجه بشكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضد نظيره الكاميروني بسبب إلغاء المباراة الودية. إذ كشف مصدر مسؤول في اتحاد الكرة الجزائري في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية عن أن الاتحاد سينتظر أياما قليلة يقيم فيها الخسائر المادية والضرر المعنوي الذي لحق به جراء إلغاء المباراة قبل أن يتقدم بشكوى رسمية إلى ال«فيفا». وأوضح المصدر ذاته أن الخسائر تتضمن تكاليف السفر، حيث خصص الاتحاد الجزائري طائرة خاصة تحت تصرف المنتخب الكاميروني لنقله من مدينة مراكش ، ومصاريف الإقامة والتذاكر التي بيع منها 12 ألف تذكرة (بقيمة 36 ألف يورو) من مجموع 55 ألفا طبعت وعائدات البث التليفزيوني والترويج للمباراة. واستبعد المصدر أن يقدم ال«فيفا» على إصدار عقوبات رياضية ضد الاتحاد الكاميروني، مشيرا إلى أنه سيكتفي على الأرجح بإلزامه بدفع التعويض المالي لنظيره الجزائري. وقدر رياض آيت عودية، مدير وكالة «ميديا ألجيريا»، التي ترعى حقوق اتحاد الكرة الجزائري، خسائر عائدات الترويج التي تكبدها الاتحاد إثر إلغاء المباراة بنحو 500 ألف يورو. وأكد آيت عودية أن المباراة أمام الكاميرون كانت ستمثل فرصة ذهبية لعودة اهتمام الجزائريين بمنتخب بلادهم بعد «مقاطعته» في الأشهر الماضية بسبب سوء النتائج. وأشار آيت عودية إلى أنه لن يطالب اتحاد الكرة بالتعويض عن الضرر الذي لحق بمؤسسته لأن عقد الشراكة بين الطرفين لا يتضمن إجراء يتخذ في مثل هذه الحالات، إضافة إلى العلاقة الجيدة التي تربطهما.