لا تزال أجواء الحملة الانتخابية الخاصة باستحقاقات 25 نونبر بإقليم كلميم تتّسم بنوع من الفتور والارتخاء وهي تدخل يومها السابع بأربع عشرة لائحة تتنافس حول الظفر بأصوات الناخبين في 18 جماعة قروية واثنتين حضريتين. وبينما يرى متتبعون أن عدد المرشحين المتنافسين على مقعدين بالبرلمان يفترض أن يخلُق أجواء تتميّز بالمنافسة الشديدة حول استمالة أصوات الناحبين، واتخاذ كل مرشح ما يكفي من التدابير اللازمة لإقناع فئات عريضة بالتصويت لصالحه، إلا أن ما يعرفه سير الحملة بشكل عام يعكس، إلى حدود اليوم السابع، غياب مبادرات قوية، ويُعطي الانطباع بوجود حالة توجّس وترقّب تسود مختلف الأقطاب المتنافسة. وينطلق أصحاب هذا الرأي من مؤشرات، أهمّها غياب اللقاءات التواصلية الجماهيرية مع الناخبين، والاكتفاء بطرق تقليدية في إجراء الحملة، حيث ينتقد المهتمّون بالمدينة لجوء بعض اللوائح إلى الاستعانة بعشرات الشباب والشابات الذين يتعمّدون تغطية وجوهُهم لينطلقوا في شكل مجموعات تتراوح بين العشرة والثلاثين فيقومون بتشتيت الأوراق الدعائية، وتوزيعها بشكل عشوائي في الأزقة والشوارع، ورميها، أحيانا، على رؤوس المارة بالأماكن التي تعرف اكتظاظا. وإذا كان من المفترض أن تكون السلطات قد خصّصت أماكن بعينها لتنظيم المهرجانات الخطابية للتواصل مع أكبر قدر من المواطنين، فإن أي حزب من الأحزاب المتنافسة بالإقليم لم يعمل بعد على استثمار هذه الوسيلة، وهو ما يعكس مراهنة أغلب اللوائح المتنافسة على وسائل أخرى تكون برأيها حاسمة في ترجيح كفّة دون أخرى. ويفوق عدد الناخبين المسجلين في اللوائح الانتخابية 96 ألف على مستوى الإقليم، الذي تبلغ ساكنته 166 ألفا و685 نسمة برسم إحصاء سنة 2004، بينما يُقدّر عدد السكان الحالي ب 200 ألف نسمة. ومن المفترض أن تكون السلطات المحلية بالإقليم خصّصت حوالي 325 مكتبا للتصويت، من بينها 18 مكتبا مركزيا، موزّعة على 18 جماعة قروية وجماعتين حضريتين، وتتركّز أغلب هذه المكاتب بمدينة كلميم التي تضم 90 مكتب تصويت، بينما يتوزع الباقي على دائرة بوزيكارن، ودائرة كلميم، ودائرة لقصابي، ثم باشوية بويزكارن. وتضم اللوائح المتنافسة على صعيد الإقليم 28 مرشحا، من بينهم امرأة واحدة نائبة لوكيل اللائحة، حيث تقدّم لهذه الاستحقاقات على التوالي كل من مولود مناض عن حزب الحركة الشعبية، وعالي الحويج عن حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وإبراهيم حيدرا عن حزب الاستقلال، والأستاذ الجامعي عبد الرحيم بن بوعيدة عن حزب التقدم والاشتراكية، والحبيب الزويكي عن حزب الاتحاد الدستوري، وامبارك بوعيدة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وسعيد الزاوي عن حزب التجديد والإنصاف، والحسين أودمين عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومحمد أوبركى عن حزب العدالة والتنمية، وعلي أبوج عن الحزب العمالي، وسويلم الهامل عن حزب القوات المواطنة، والمهندس أحمد سالك بريد الليل عن حزب الأصالة والمعاصرة، ومحمد بوجيد عن جبهة القوى الديمقراطية، والحافظ بن رشيد عن الحركة الديمقراطية الاجتماعية.