كشفت مصادر جد مطلعة ل«المساء» تكثف عمليات تهريب بالحدود المغربية الجنوبية، خلال الشهرين الماضيين، وتخص هذه العمليات تسريب كميات كبيرة من الذهب في شكل سبائك، تم نقلها من ليبيا، التي تعرف انفلاتا أمنيا، إلى المغرب عبر دول مجاورة للحدود الليبية، وخاصة الجزائر والنيجر. وحسب المصادر ذاتها، فإن الاسم الذي يُطلق على هذه العمليات هو تجارة «الصابون»، ويُقصد به تهريب سبائك الذهب التي تكون على شكل قطع صابون. وقد انطلقت هذه العمليات بعد تدهور الوضع الأمني في ليبيا، وتضاعفت خلال الشهرين الماضيين، إذ يقوم مهربون بشراء كميات كبيرة من سبائك الذهب والمجوهرات من أغنياء ليبيين مقابل أثمنة أقل من ثمنها في السوق العالمية، حيث وصل ثمن الغرام من الذهب إلى 30 درهما فقط. وأكدت المصادر نفسها أن مهربين وأغنياء مغاربة دخلوا على الخط، إذ قاموا بتخصيص أموال لاقتناء كميات كبيرة من «الصابون»، أي سبائك الذهب، من مهربين ليبيين. وتتم عملية التهريب عبر الجزائر أو على طريق النيجر ثم موريتانيا ثم المغرب عبر الحدود الجنوبية. وأفادت المصادر ذاتها بأنه يجري، كل أسبوع، تهريب كميات كبيرة من سبائك الذهب إلى المغرب، ويتم اقتناؤها من قبل تجار كبار للذهب وأغنياء ورجال أعمال، كما أن عمليات الشراء تتم بالدولار. إلى ذلك، أشارت مصادر إعلامية عديدة إلى فتح تحقيق دولي بشأن عمليات تهريب أموال وكميات كبيرة من الذهب من ليبيا إلى دول أخرى، عقب انهيار نظام معمر القذافي. وينصب هذا التحقيق الدولي حاليا على التأكد من معلومة تشير إلى أنه تم تهريب ما يقارب مليار دولار، نقدا وذهبا، من ليبيا إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأشارت مصادر «المساء» إلى أن عمليات مسح ومراقبة تجريها القوات الملكية المسلحة وقوات الدرك الحربي، طيلة الأيام الماضية، في المناطق الجنوبية والحدود المغربية مع الجزائر وموريتانيا، بعد التوصل إلى معلومات تفيد بتكثف نشاط عمليات تهريب سبائك الذهب والأموال والأسلحة بدول الساحل. وقد تطورت هذه العمليات بشكل كبير خلال شهر نونبر الجاري، كما شمل البحث الكشف عن وجود مخابئ وحفر في الصحراء تُخبأ بها المواد المهربة.