خيم الفتور على اليومين الأولين من انطلاق الحملة الانتخابية لاقتراع 25 من الشهر الجاري، إذ بخلاف الانتخابات الماضية غاب المرشحون عن الفضاءات العمومية لعرض برامجهم الانتخابية أمام الناخبين خلال نهاية الأسبوع الماضي. وعلمت «المساء» أنه باستثناء حزب العدالة والتنمية، الذي خرج مساء أول أمس السبت في حملة انتخابية بشارع أفغانستان بالحي الحسني بالدارالبيضاء، لم يسجل أي نوع من التواصل المباشر بين المرشحين والناخبين خلال عطلة نهاية الأسبوع. وعزا مصدر حزبي، فضل عدم ذكر اسمه، الفتور الذي عرفته بداية الحملة الانتخابية إلى عدم الإعداد الجيد وتخوف المرشحين من ردود فعل الناخبين بعد الحراك الذي عرفه الشارع المغربي خلال العشرة أشهر الماضية. وأضاف المصدر ذاته أن عددا كبيرا من المرشحين متخوفون من المسيرات، التي دعت إليها حركة 20 فبراير بعدد من المدن، قبل الخروج إلى الشارع لإقناع الناخبين بالتصويت لهم، معتبرا أن كثيرا من المرشحين يعولون على اليومين الأخيرين اللذين يسبقان التصويت من أجل القيام بحملات انتخابية مركزة تبقى في أذهان الناخبين مباشرة قبل عملية التصويت، موضحا أن عدم حسم الأحزاب السياسية وتأخرها في منح التزكيات للمرشحين حال دون إعداد المنشورات الخاصة بالحملة الانتخابية، التي تحمل صورا ومعطيات شخصية خاصة بأعضاء اللائحة المرشحة. وفي سياق متصل، أكدت مصادر «المساء» أن جلسات التخليق، التي دعا إليها العمال بمختلف عمالات جهة الدارالبيضاء الكبرى، مرت في أجواء عادية تلا خلالها العمال على المرشحين خطابا يدعو إلى تخليق العملية الانتخابية والانضباط للقوانين. كما شرح وكلاء الملك، الذين حضروا اللقاء إلى جانب العمال، المساطر القانونية التي يجب على المرشحين احترامها خلال الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع، مضيفة أن عمالة مقاطعات مولاي رشيد كانت الوحيدة التي عرفت احتجاجات من طرف بعض المرشحين على وقوع ما وصفوه بخروقات قبل بداية الحملة الانتخابية من طرف أحد المرشحين المعروفين بدائرة مولاي رشيد. وأضافت المصادر ذاتها أن وكلاء لوائح التقدم والاشتراكية والحزب العمالي والاتحاد الاشتراكي والوحدة والديمقراطية استنكروا خلال لقائهم بالعامل تلك الخروقات، مطالبين السلطة بالتدخل من أجل فرض احترام القانون من طرف جميع المرشحين. إلى ذلك، تعرض أحد المرشحين عن حزب النهضة والفضيلة بسلوان بالناظور إلى الاعتداء من طرف عدد من طلبة الكلية متعددة التخصصات بسلوان بعد محاكمة رمزية له حينما دخل الكلية من أجل توزيع بعض المنشورات بها. وأوضحت مصادر «المساء» أن المرشح تعرض للضرب يوم الخميس الماضي قبل انطلاق الحملة الانتخابية بينما كان موجودا داخل الكلية المذكورة تزامنا مع حلقة كان ينظمها الطلبة لمناقشة مشاكلهم داخل الكلية. يذكر أن عدد اللوائح المقدمة ضمن الدوائر الانتخابية المحلية، البالغ عددها 92 دائرة انتخابية بمجموع التراب الوطني، بلغ حسب وزارة الداخلية 1521 لائحة. وأفادت الوزارة أن المعطيات الأولية المؤقتة، التي تم تحصيلها مباشرة بعد انتهاء الفترة المخصصة لتقديم التصريحات بالترشيح، توضح أن عدد اللوائح المقدمة برسم الدوائر الانتخابية المحلية وصل إلى 1521 لائحة، أي بمعدل يصل إلى 16 لائحة عن كل دائرة انتخابية، في حين تراوح عدد اللوائح المودعة عن كل دائرة ما بين 4 و 28 لائحة. وحسب جنس المرشحين، أكدت الوزارة بأن 1464 وكيلا هم من الذكور، بنسبة 96،25 في المائة، في حين تقود النساء 57 لائحة محلّية لتحقق نسبة 3،75 في المائة من وكالات اللوائح المحلية على المستوى الوطني، فيما بلغت نسبة المرشحين الجدد، من وكلاء اللوائح المحلية، 87،57 في المائة أمام نسبة «المنتخبين النواب»، من وكلاء اللوائح الذين أعادوا ترشيحهم، فقد طالت 12،43 في المائة.