عجز المنتخب الوطني الأولمبي عن تجاوز نظيره النيجيري في أولى مبارياته برسم دوري شمال إفريقيا، الذي انطلق يوم الثلاثاء، والذي يدخل ضمن مسلسل الإعداد لبطولة إفريقيا لأقل من 23 عاما المؤهلة لأولمبياد لندن، والمقامة بالمغرب. ودخل المدرب الهولندي بيتر بيم فيربيك بتشكيلة من اللاعبين المحليين، قصد اختبار قدراتهم استعدادا للبطولة المذكورة، خاصة وأنه من المرجح بقوة أن يكتفي الناخب الوطني بتركيبة بشرية يغلب عليها المحليون خلال البطولة الإفريقية التي ستقام بين ملعبي طنجة ومراكش، كون أغلب الأندية الأوروبية لا زالت لم تحسم قرارها بمنع الأولمبيين المغاربة من تلبية دعوة منتخبهم الوطني خاصة وأن موعد البطولة لا يتماشى وتواريخ الفيفا، غير أن الأولمبي المحلي ظهر بوجه شاحب، حسب المحللين، وعجز عن خلق فرص حقيقية للتسجيل، علما أنه أضاع ضربة جزاء قبل حوالي ربع ساعة من نهاية الشوط الأول بواسطة هداف أولمبيك آسفي عبد الرزاق حمد الله، كما أنه لم يستغل النقص العددي في صفوف منتخب النيجر الذي لعب لما يقارب الساعة ب10 لاعبين. وبدت نقطة الضعف البارزة لدى المنتخب الوطني في خط الوسط، الذي ظهر عاجزا عن القيام بدور الربط بين خطوط الفريق، وعن مد الهجوم بالكرات، حيث كانت التمريرات تقطع باستمرار من طرف العناصر النيجيرية، إلى جانب التمريرات الخاطئة والعشوائية التي سهلت مهمة منتخب النيجر الدفاعية. ورغم التغييرات الكثيرة التي أقدم عليها بيم فيربيك منذ بداية الشوط الثاني، خاصة على مستوى خطي الوسط والهجوم، فإن مسلسل الأخطاء والعقم الهجومي استمرا بالرغم من ركون المنتخب النيجيري إلى الدفاع وعجزه عن بلوغ المرمى المغربية. وخلال الندوة التي تلت المباراة شدد الإطار الوطني حميدو الوركة، على كون المنتخب الأولمبي لم يكن يبحث عن الانتصار في هذه المباراة بالقدر الذي بحث فيه عن الوصول إلى تشكيلة متناسقة ومنسجمة، حسب تعبيره، معتبرا أن التعادل ليس ذا أهمية. ورغم أن الوركة اعترف بالدور المهم للاعب المحترف داخل التشكيلة المغربية، وبثقله على رقعة الميدان، فإته اعتبر أن اللاعب المحلي أيضا له قيمته داخل المنتخب الأولمبي، وشدد على وجوب منحه الفرصة. وعن إمكانية خوض المحترفين الدور التصفوي أكد الوركة أن معظم الأندية الأوروبية لم تحسم قرارها بعد، وأن الاتصالات لا تزال جارية مع مسؤولي تلك الأندية للوصول إلى «صيغة» تسمح للاعبين المغاربة بخوض غمار بطولة إفريقيا، كما علم أن اللاعب إدريس فتوحي، لاعب إيستر الفرنسي وعميد المنتخب الأولمبي، تمكن من إقناع فريقه بمجاورة المنتخب المغربي خلال البطولة الإفريقية المؤهلة إلى دورة لندن 2012. من ناحية أخرى، صنع الجمهور الذي حضر مباراة المغرب والنيجر الحدث، بداية عندما لم يسمح له بالدخول مجانا، بعدما فرضت اللجنة المنظمة اقتناء تذكرة قيمتها عشرة دراهم، في الوقت الذي اعتاد الجمهور الطنجي على مساندة المنتخب المغربي مجانا في مبارياته الودية السابقة، لكن مع ولوج عدد قليل من المتتبعين، سمحت اللجنة لبضع مئات بالدخول مجانا خلال الشوط الثاني، وداخل الملعب عبر الجمهور المغربي عن تذمره من أداء المنتخب الأولمبي في هذه المباراة واصفا إياه ب»الشوهة»، ومعبرا عن حالة الملل التي طبعت اللقاء. يشار إلى أن المنتخب السعودي قسا على نظيره الجزائري، المتواجد في نفس مجموعة المنتخب المغربي خلال البطولة الإفريقية، عندما انتصر عليه في مباراة الافتتاح بثلاثة أهداف لهدف وحيد، وسيواجه الأولمبي المغربي نظيره السعودي يوم الجمعة 4 نونبر.