محمد أحداد أقر لحسن الداودي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، أن»المغرب لم يطو صفحة الفساد بعد»، معللا حكمه بكون أن»القوانين الانتخابية الجديدة التي صادق عليها البرلمان، مؤخرا، تفسح المجال أمام البلقنة والإفساد الانتخابي». الداودي، الذي كان يتحدث في ندوة نظمتها جمعية طلبة المعهد الوطني للبريد والمواصلات بالرباط، مساء أول أمس الاثنين، قال إن المرحلة التي أعقبت تنزيل الدستور لا تبعث بإشارات إيجابية حول توفر الإرادة السياسية للمضي في مسيرة الإصلاح. في نفس السياق، وصف لحسن الداودي، الذي حظي مؤخرا بتزكية الحزب ببني ملال، «ميثاق الشرف»، الذي كانت قد أعدته الداخلية، ب»ميثاق العار»، مستغربا، في ذاته المنحى، من إحدى بنوده المانعة للأحزاب من الطعن في الانتخابات. وشدد الداودي على أن حزب العدالة والتنمية لن يشارك في أي حكومة ستفرز عن انتخابات متحكم فيها. وأوضح الداودي أن «الحزب إذا شارك في الحكومة المقبلة، فإنه سيطبق برنامجه الانتخابي، وإذا لم نشارك هنانا الله». من جهة أخرى، أبرز الداودي أن حزبه ليس ضد العلمانية، «لكن الذين يمثلون هذا التيار بالمغرب لم يتقدموا بمقترحات للدفاع عنه»، قبل أن يستدرك أنه «لابد للدولة في المغرب أن تتحكم في الشأن الديني، لأننا سنفسح المجال للتطرف والولاءات السياسية الضيقة إذا ما فرطت الدولة فيه». وشن الداودي هجوما لاذعا على الحكومة الحالية، معتبرا عدم مناقشتها قانون المالية بمثابة التهرب من مسؤوليتها «وإلقاء قنبلة موقوتة في يد الحكومة المقبلة»، موضحا أن «قانون المالية لن يناقش حتى مارس أو أبريل المقبلين، لأن الأجندة الحكومية ستكون مملوءة عن آخرها انطلاقا من بداية تشكيل الحكومة، مرورا بالتصريح الحكومي، ثم الانتخابات الجهوية والمحلية». ولم يسلم التحالف من أجل الديمقراطية، الذي يقوده حزب التجمع الوطني للأحرار، من انتقادات الداودي، إذ نعته ب»تحالف بي 8» أي «تحالف البانضية»، مؤكدا أنه إذا تولى هذا التحالف المسؤولية الحكومية سيعود بالمغرب إلى الوراء. وحذر الداودي وزارة الداخلية من تزوير الانتخابات، نظرا إلى أن فئات واسعة من الشعب ستثور وسيتأجج الغضب الشعبي، معتبرا «الاستحقاقات المقبلة بالحدث المصيري الذي يشكل منعطفا حاسما في تاريخ المغرب». وبخصوص موقف حزب العدالة والتنمية من حركة 20 فبراير، قال الداودي إن «حزبه يؤمن بالاختلاف، لكن يؤمن بقناعة أساسية وهي أن المغرب ليس هو مصر أو تونس بدليل وجود نوع من التعددية الحزبية، ولذلك فمن وظيفة هذه الأحزاب أن تنقل نبض الشارع إلى داخل المؤسسات»، مذكرا بأنه قال للمعتصم حرفيا: «ما تفعلونه الآن هو حصاد الليل ولم تفهموا الشعب»، في إشارة إلى مرحلة الإعداد لأول دستور في مملكة محمد السادس.