عبد الحليم لعريبي شهدت المحكمة الابتدائية في تمارة، أول أمس الاثنين، مواجهات عنيفة قبل الشروع في تناول ملف المرقص الليلي داخل الغرفة الجنحية، تسببت في إصابة ثلاثة محامين من هيئة الرباط، واعتقال شقيقين داخل المحكمة، يتابع أحدهما في الملف بتهمة السكر العلني. وذكرت مصادر مطلعة ل«المساء» أن فصول القضية بدأت حينما توجه متابع بالسكر العلني وشقيقه صوب المحامي بوشعيب الصوفي، وطلبا منه التنازل في الملف الذي ينوب فيه عن ضحية مصاب بجروح في ظهره أثناء المواجهات العنيفة التي عرفها المرقص الليلي في تمارة في شهر شتنبر الماضي. وقال الصوفي، في تصريح ل«المساء»، إن المعتدين وصل عددهم إلى خمسة أشخاص، و«أمروني بالانسحاب من المرافعة قصد تنازل الضحية لهم والإفلات من العقاب»، وأكد الصوفي أنهم تعقبوه في ردهات المحكمة، وهددوا زميله المحامي بوشتى الوادي، وبعد «دخولي إلى القاعة تمت مهاجمتي بالعنف»، بعدما ادعى أحدهم أنه رجل أمن. وأضاف الصوفي أن المعتدين سلبوه هاتفا محمولا ومبلغا ماليا، وصرح بذلك لوكيل الملك أثناء الاستماع إليه. من جهته، أكد المحامي سعيد زريدة، أيضا، تعرضه للضرب والتهديد بالقتل من طرف المهاجمين، وأكد، ل«المساء» أن وكيل الملك استدعاه يوم أمس الثلاثاء للاستماع إلى شهادته في الموضوع. كما تعرض المحامي نورالدين أغماني بدوره للتعنيف، إذ قال، ل«المساء» إن هذه المواجهات تسببت في إصابته جسديا بعدما حاول إنقاذ الموقف، لكنه «تخلى في النهاية عن إنجاز شهادة طبية ومتابعة المعتدين قضائيا». وشهدت جنبات المحكمة إنزالا أمنيا مكثفا، وتم اعتقال الشقيقين، اللذين يتابع أحدهما بتهمة السكر العلني في ملف المرقص الليلي ويتوفر على شهادة طبية مدتها 90 يوما بعد تعرضه لإصابات أمام المرقص، بينما لاذ ثلاثة آخرون كانوا يرافقون الشقيقين بالفرار إلى وجهة مجهولة، وحررت في حقهم الضابطة القضائية بتمارة مذكرات بحث. وتوقفت الجلسة من الساعة الثانية والنصف إلى غاية الرابعة مساء، حيث اجتمع وكيل الملك ورئيس المحكمة الابتدائية وتم رفع الجلسة مرة أخرى، وتأخر البت في الملفات التي كانت مدرجة بتاريخ ال31 من شهر أكتوبر الماضي، وفق المصدر ذاته. يذكر أن المرقص الليلي شهد في الأسبوع الأخير من شهر شتنبر الماضي، مواجهات عنيفة بين شبان بواسطة السيوف والعصي، أدت إلى إصابات بليغة في صفوف حوالي ثلاث ضحايا. و كان الشبان الضحايا توجهوا ليلا إلى المرقص الليلي بشاطئ بتمارة، وبعد تناولهم الخمر ومشروبات غازية، خرج أحدهم، وهو مهاجر سابق في إيطاليا ويعمل مستثمرا في المغرب، للحديث مع خليلته، فهاجمه أفراد مسلحون، وطعنه أحدهم في بطنه مما تسبب له في خروج رئته من مكانها، قبل أن يتدخل «فيدورات» لمساعدته، وتم نقله إلى سيارة إسعاف، التي توجهت به فورا إلى مستشفى الشيخ زايد بن سلطان في الرباط، وبعد تعذر علاجه نقل مرة أخرى إلى مصحة ابن خلدون، حيث أجرى عملية ناجحة، وحصل على شهادة طبية تثبت مدة العجز في 90 يوما. وفي سياق متصل، تعرض ضحية ثان لهجوم من طرف العصابة، إذ انهال عليه أفرادها بالضرب على مستوى الرأس والفم، فأغمي عليه مدة 16 يوما، وظل يرقد تحت العناية المركزة، وحصل هو الآخر على شهادة طبية تثبت مدة عجزه في أكثر من ثلاثة أشهر، وبعد التحريات التي قامت بها مصالح الدرك الملكي أوقفت ثلاثة أشخاص، وحجزت مصالح الدرك الملكي لدى الموقوفين قضيبا حديديا وسيوفا من الحجم الطويل وعصا، وتم عرضها على النيابة العامة في تمارة.